حول عوائق إعلان دولة كردستان.. يتحدث ضاري الشريدة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 27, 2017, 12:23 ص 800 مشاهدات 0
الراي
حديث القلم- دولة كردستان الديموقراطية!
ضاري الشريدة
إنها دولة الحلم... وحلم الدولة بالنسبة للأكراد، الذين ظلوا حائرين في إقليم ملتهب بين ثلاث دول أو قوى ضاغطة محيطة، وهم عبارة عن عرق مستقل بذاته لا ينتمي للعرب، ولا للترك، ولا للعجم. وهم يطمحون لإيجاد كيان مستقل يجمع شتاتهم المتناثر ما بين العراق وإيران وتركيا، وهو المطلب والهدف الذي يعتبر منطقيا من وجهة النظر الشعبية وغير منطقي من وجهة النظر السياسية والإستراتيجية. ويكفل لهم القانون الدولي الحق في تقرير مصيرهم حسب ميثاق سان فرانسيسكو العام 1945. ولا يمكن أن يلام الشعب الكردي الذي ظل لسنوات يرزح تحت الحكم البعثي، ومن ثم مخاطر الإرهاب الداعشي، والآن إرهاب «الحشد الشعبي» الذي يمارس بغطاء من الدولة، ويحظى بدعم إيراني لا محدود، ولكن...
اليوم المنطقة لا تكاد تهدأ جراء بعض الأحداث، وتتفجر بشكل متسارع العديد من المشكلات التي تشكل الأمنية أولها، وبالتالي فإن قيام كيان كردي مستقل، غير مرحب به ومناوئ للحكومة العراقية، ومعاد لتركيا التي أبدت رفضا قاطعا لقيام دولة كردية على حدودها، ومخالف للجارة إيران، من حيث المعتقد الديني والتوجه السياسي، سيفاقم المشكلات التي تعاني منها المنطقة ككل، وسيزيد الضغوط على إقليم كردستان والشعب الكردي، الذي لن ينعم بالأمن والهدوء والسلام كما يظن الأكراد، والقوى الثلاثة المحيطة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تحرك كردي بهذا الاتجاه.
أما العائق الداخلي الذي يقف أمام تحقيق هذا الحلم الكردي، يكمن في الدستور العراقي الجديد حسب اطلاعي البسيط عليه، والذي ارتضاه جميع الأطراف بمن فيهم الأكراد وغيرهم من الأعراق المتعددة، والذي ينص صراحة على أنهم ضمن إطار دولة اتحادية، مع إدراج اللغة الكردية إلى جانب العربية كلغتين رسميتين.
قراءتي لما يحدث هناك... في حال أقدم الأكراد على خطوة من هذا النوع، فإن تركيا لن تتوانى عن انتهاك الحدود العراقية، وهي معتادة على انتهاكها مرارا في السابق. وإيران كذلك لن تتخذ موقف المتفرج وستقدم كل ما يمكن للحشد الشعبي، وستكون المنطقة على موعد مع مأساة وحرب جديدة ستكون لها نتائج كارثية. ومن الأفضل الآن على الأقل أن يلتزم الشعب الكردي بتوجيهات الخارجية الأميركية.
وخزة القلم:
أحد النواب حينما كان وزيرا، أجاد وأبدع في أداء دوره الحكومي، على اعتبار أنه أحد أعضاء مجلس الوزراء، ولكن الغريب أنه لا يزال يمارس الدور نفسه رغم وجوده على المقاعد النيابية. إنه بكل أسف أحد المخرجات التي جاءت بها الواسطة ومنح المنفعة لشراء أصوات الناخبين.
تعليقات