شارك فيها ابن شلحاط والهاجري وابن رفدة

منوعات

أصالة الطرح ورقي المعنى وفاكهة الشعر واللفظ في الأمسية الأولى

1076 مشاهدات 0


بدأ فعاليات الأمسيات الشعرية انطلاقتها في مهرجان «ليالي فبراير» مساء السبت الماضي في الأمسية الأولى التي جمعت ثلاثة من الشعراء وهم مانع بن شلحاط وخالد الهاجري وعلي بن رفدة القحطاني وذلك على مسرح صالة التزلج وقد قدمتهم الزميلة شيماء المسباح.
حضر الأمسية رئيس التحرير الشيخ خليفة علي الخليفة الصباح ونخبة من الضيوف والمدعوين والشعراء والإعلاميين في الكويت ودول الخليج البارزين وجمهور كبير اتسم بالتفاعل مع قصائد الشعراء بكل جاذبية وصفاء.
بعدها رحبت مقدمة الأمسية الزميلة شيماء المسباح بالحضور والضيوف وقدمت الشعراء المشاركين بذكر السيرة الذاتية لكل شاعر مشارك إلى ان اخذ مقعده المخصص له وسط تصفيق حار أثناء الدخول والترحيب من الجمهور ليبدأ افتتاح ستار الشعر انطلاقا بالتحليق في سماء الصالة حيث كانت البداية عند الشاعر خالد الهاجري ليلقي كل شاعر ثلاث قصائد في الجولة الواحدة حتى مدار الأمسية.
الشاعر خالد الهاجري
الشاعر خالد الهاجري افتتح الأمسية بعد غيابه عن المشاركة في الأمسيات والإعلام لفترة تقارب خمس السنوات عاد بكل ثقة وشاعرية ليكون للوطن الغالي الكويت وقيادتها الرشيدة ممثلة بأميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح وعلى خطا ومسيرة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله.. ربط الهاجري كل خيوط وأدوات الشعر والإبداع والتعبير والواقعية في نص يستحق الوقوف أمامه والتصفيق طويلا لما يتسم بالصدق القريب من أحساس ومشاعر المواطن الكويتي وقضاياه بشكل لغوي رائع تضمن العديد من الصور البلاغية الجميلة التي دفعت كفوف الحاضرين للتصفيق لهذا النص المتميز للهاجري، بعدها استطاع الشاعر خالد الهاجري ان يقدم نموذجا للشاعر الحقيقي على المنبر من حيث الاتزان وحسن الإلقاء والتفاعل مع عاطفة القصيدة بكل تلقائية.. فقد استعرض باقة عذبة من نصوصه العاطفية والذاتية وكان للغزل عند الهاجري نصيب الأسد من قصيدة «الصباحية» الى «الجوهرة» الى «الشيخة الغارقة بالزين» حتى نصوصه الأخرى التي حكم قوافيها وأبدع في تسلسلها بكل حرفنه كشفت فكر وأخلاقيات ومبدأ شاعر يحمل رسالة أدبية قيمة وموهبة فذة سيكون لها مكانتها في المحيط الشعري محليا وخليجيا هذا وقد أثنى الشاعر خالد الهاجري على جهود رئيس التحرير الشيخ خليفة علي الخليفة الصباح وعلى فتحه المجال للمواهب المبدعة في مجال الشعر وكذلك دعمه للشعراء والشعر بكل عام.
الشاعر مانع بن شلحاط
الشاعر مانع بن شلحاط بعدما قدمته عريفة الأمسية بسيرته الطويلة التي أظهرت خبرته في عالم الشعر منذ نشره في مطلع الثمانينيات رحب الشاعر مانع بن شلحاط بكافة الحاضرين وألقى على مسامعهم قصيدة جديدة إهداء إلى «قناة الوطن» وحيا من خلالها اعياد الكويت لتلبس الكويت باشعار ابن شلحاط أجمل وارقي الثياب تحت ظل أميرها الشيخ صباح الاحمد بكل أمان ورفاهية ليسترسل في محاسن وفضائل هذا الوطن المعطاء الذي شهد له كل مواطن ومقيم.. لتبقى الكويت شامخة للمعالي.. ومن ثم زف ابن شلحاط البشرى لجماهيره بالقصائد الجديدة واعترف ان الجمهور هم الذين رفعوه لظهر الشداد.. ليصف الجمهور طويلا لهذا اليوم الشعري الصادق والعذب ليغوص مانع بن شلحاط تارة ويحلق تارة في جماليات التصوير وفن توظيف المفردة وتحديثها بالفكر والغرض المقبول لذائقة الشعر ومتذوقيه.. حيث أعطى الشعر الغزلي كل ألوان المداعبة والجمال والدلال بوصفه الباهر الذي ادخل عليه نوعاً من الطرافة ليصفق الجمهور مرة ويبتسم مرة أخرى بحضوره المسرحي الجذاب كما ألقى ابن شلحاط قصيدة لأحد شعراء الإمارات المعروفين الذين اسندوا عليه ورد ابن شلحاط على القصيدة بأسلوب المفردة القريبة من المجتمع الإماراتي الشقيق.
كما القى الشاعر مانع بن شلحاط ضمن قصائده قصيدة متميزة اسندها للشاعر خليل الشبرمي حامل البيرق في شاعر المليون في نسخته الثانية والرد من قبل الشبرمي وقد شملت القصيدتان المعاني وجماليات الشعر إلى أن تطرق الى نص رائع بفكرته تحدث في مضمونه ابن شلحاط عن قيمة وتاريخ وأهمية الشعر في الجزيرة والخليج العربي.. ليعود من جديد يصافح جمهوره متطرقا لبعض الظواهر الاجتماعية في مجتمعاتنا بأسلوب فكاهي.. دفع الجمهور للتجاوب والتصفيق ليكون بذلك مانع بن شلحاط قدم خبرته وتلقائيته وأسلوبه المسرحي وتجديده للمفردة المقبولة بكل سلاسة ليضع في ذاكرة أمسيات فبراير بصمة متميزة.
الشاعر علي بن رفدة القحطاني
الشاعر علي بن رفدة القحطاني ضيف الكويت الذي يعتبر من شعراء المدرسة الكلاسيكية الجزلة كما انه من الأسماء التي برزت في العام الماضي في برنامج شاعر المليون النسخة الثانية فقد كان لصوته العذب بالشلة الجنوبية الأصيلة التي كانت هي مفاجآت الأمسية فقد رحب بالكويت وقيادتها التي لها قدر ومقام ليتمنى ان يعيد الله أعياد الكويت في كل عام والشعب سورها من كل ضيم.. وذلك ضمن قصيدة بصوته الجهوري الذي ردد الحضور بعضا من أبياته التي أهداها للكويت وشعبها لهذه المناسبة.
واعقبها ابن رفده بقصيدة أخرى بصوته الرائع لولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة سلطان بن عبدالعزيز بمناسبة سلامته ليقدم له الفرايد النادرة من الشعر ومن ثم عرج الى معنى وغرض أخر حيث عاد بشريط الذكريات مع ابن عمه وديار الجنوب والأطلال هناك بقصيدة وردها لتفوح معاني الغلا والود لمن اعتلى عرش العاطفة لان سحاب الصيف لا ينجلي الا بشوقه ليكون رد ابن رفده على ابن عمه وهو يخيل براق الليل الذي حاربه برد الشمال بروح وإحساس مرهف وأسلوب مترابط بكل معانيه.
إلى أن يعتلي قمة العطاء والوفاء بقصيدة متميزة ألقاها تقديرا منه للشيخ خليفة علي الخليفة الصباح على اهتمامه بالشعر وتقديره للشعراء وبشهامته وطيبه وأخلاقه.
بعدها تنقل الشاعر علي بن رفدة في اختياره للطواريق الأصيلة بشلة صوته الجذاب الذي ألقى من خلاله قصائده بإغراض ذاتية وعاطفية على أصعب وأجمل القوافي ردد الجمهور معه إعجابا وحبا.

الآن ـ وليد الابراهيم

تعليقات

اكتب تعليقك