ماذا فعلت الطائفية في العراق؟!..يتسائل صلاح العتيقي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 7, 2017, 1:25 ص 732 مشاهدات 0
القبس
ماذا فعلت الطائفية في العراق؟!
د. صلاح العتيقي
للكاتب العراقي أحمد السعداوي، رواية جميلة ومعبّرة، عما حصل في العراق بعد سقوط صدام حسين، سماها «فرانكشتاين في بغداد»، تتكلم الرواية عن بائع عاديات في إحدى الضواحي في العاصمة، اسمه هادي العتاق، يقوم هذا البائع بجمع بقايا جثث ضحايا الانفجارات الإرهابية، ثم يقوم بلصق هذه البقايا ببعضها؛ لينتج كائنا بشريا مشوّها، سرعان ما ينهض هذا الكائن ليقوم بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذين قتلوا أجزاءه التي يتكون منها، ذلك المخلوق الذي نشأ في أحضان الظلم والخوف والتهميش سيصبح في قادم الأيام ممن تتحدث عنه الركبان، كما يقولون.
وفي هذا السياق، جاء في كتاب «أفول أهل السنة»، للكاتبة الأميركية ديبورا اموس ما يشيب له رأس الولدان، لما حصل في السنوات التي أعقبت سقوط النظام، وربما كان الشيء المقلق هو ما تذكره اموس في كتابها، أنه من كان في مرحلة الطفولة إبان الحرب العراقية ــــ الإيرانية، أصبح في عهد الصبا أثناء احتلال الكويت، ومراهقاً طيلة الحصار الدولي، وشابا حين سقطت بغداد على يد الأميركيين، فماذا تتوقّع من جيل مشوّش فكريا، عاش الأهوال، غير أن يصبح كثير منه جاهزاً للانضمام الى أي فصيل قتال من طائفته؟! هذه هي المحصلة لما حصل في العراق بعد سقوط بغداد، وكيف أن الناس في العراق عانوا كثيراً من الظلم وحياة المنفى والتهميش وميليشيات الموت، ولم يلتفت لهم أحد من الدول التي احتلت العراق، أو من الدول العربية، وتاهوا في خضم محاربة الدول لـ«القاعدة» و«داعش» والمنظمات الأخرى.
يقول الكاتب محمد أبو رمانة، في إحدى مقالاته الرائعة: إن أفول أهل السنة هو المأزق أو النهاية للدولة الوطنية العربية، لعدم وجود قوى سنية عربية، تمثل رافعة إقليمية ومصدراً للقوة، أو حتى مشروعا سياسيا بديلا، يملأ الفراغ الراهن المرعب، بل على النقيض من ذلك، ان كثيراً من الدول السنية المحافظة والمتماسكة شكليا، أصبحت تقاوم أي تغيير وتأخذ موقفا معاديا لدولة، مثل تركيا، حليفا يعتمد عليه لملء الفراغ. النتيجة: لقد خلقتم ألف «فرانكشتاين»، وليس واحداً.. منكم لله!
تعليقات