عدنان فرزات يكتب.. اليوم الدولي للأرامل!

القبس

اليوم الدولي للأرامل!

عدنان فرزات

 

قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى قبل هذا التطور الإعلامي الهائل، لم نكن نعرف من المناسبات التي يشترك بها العالم أجمع، سوى عيد الأم، وعيد المعلم، وعيد العمال، وهذا الأخير غالباً ما تهتم به الدول التي عاشت أجواء الأنظمة الاشتراكية، وأذكر هنا رسمة كاريكاتير للفنان اللبناني حبيب حداد قديمة جداً، يصور فيها كارل ماركس وهو خارج من قبره يقول: «يا عمال العالم.. سامحوني». أما في عيد المعلم، فقد كنا سابقاً كل طالب في الفصل يسهم بمصروف يوم من جيبه حتى نشتري لمعلمنا هدية غالباً قلماً حبرًا، وانقرضت هذه العادة بعد أن أصبح الكثير من المعلمين يحصلون على هداياهم بأنفسهم على شكل دروس خصوصية، بدأت ملامحها تظهر مع بداية العام الدراسي الجديد. قلوبنا مع جيوب الآباء.

المهم بعد الانفتاح الإعلامي الحديث اكتشفنا – أو ربما وحدي على الأقل – أن هناك مناسبات غريبة عجيبة، فقررت تتبع هذه المناسبات، لأجد أن الكثير منها ترعاه الأمم المتحدة -شخصياً- ووجدت لديهم مناسبات لا تخطر على بال، ولا نعرف مدى تفعيلها على أرض الواقع، أم انها للمنظر فقط، ومن هذه المناسبات العالمية، اليوم الدولي للأرامل، ويصادف 23 يونيو من كل عام، وعلى حد علمي لم أسمع أو أقرأ عن مؤتمر عُقد للأرامل، ولو فكرت الأمم المتحدة بعقد هذا المؤتمر حالياً ستجد صعوبة بالغة في عدد المدعوات اللواتي فقدن أزواجهن في الحروب الدائرة في الوطن العربي والعالم.

ومن المناسبات المدرجة عالمياً، وليس لها أي تأثير، هو اليوم الدولي لمنع الانتحار، صادف في العاشر من سبتمبر، ونعتذر من كل الذين انتحروا في هذه الفترة، فقد كان من الواجب علينا تذكيرهم بأن الأمم المتحدة تنصحهم بألا ينتحروا. وفاتنا أيضاً التذكير باليوم العالمي للا عنف الذي مر قبل أيام وصادف ذكراه الكثير من أحداث العنف حول العالم، من لاس فيغاس في أميركا إلى دير الزور في سوريا. أشعر بتأنيب ضمير فقد كان يتوجب علينا التذكير به لربما توقف العنف.

لذلك سوف نتدارك الأمر حتى لا يقول أحد اننا لم نذكره، فسوف يصادف في السابع عشر من الشهر الحالي اليوم الدولي للقضاء على الفقر، وهي بشرى سارة للفقراء فلم يبق أمامهم سوى أحد عشر يوماً لينفضوا عن كاهلهم عناء الفقر والجوع، وننصحهم بفكرة ماري أنطوانيت: «تناولوا الكيك إن لم يتوافر لديكم الخبز خلال هذه الأحد عشر يوماً».

بصراحة أكثر مناسبة واقعية وجدتها لديهم هو «يوم القهوة العالمي».