إستراتيجية أمريكية جديدة بوجوه قديمة
عربي و دوليرجل أمريكا الجديد في الخليج العربي
فبراير 28, 2009, منتصف الليل 5589 مشاهدات 0
تبدأ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في الثالث من مارس المقبل أول زيارة رسمية للشرق الأوسط بعد توليها منصبها.و لن تكون السيدة كلينتون بمفردها في المنطقة، أو بين رجال لم يسبق أن تعاملت معهم . فقد لاحظ العديد من المراقبين أن سيدة الخارجية الأميركية الجديدة قد عادت إلى المنطقة يحيط بها رجال زوجها ، ومنهم ريتشاد هولبروك Richard Holbrooke مبعوثه في اتفاقات السلام في حرب البوسنة، ليكون مبعوثا خاصا بشان أفغانستان وباكستان.كما عادت بجورج ميتشل George J. Mitchell الذي عينه الرئيس كلينتون للتكفل بملف مفاوضات السلام في أيرلندا الشمالية.ولا حاجة بنا لاستعراض بقية الأسماء فهيلاري كلينتون كما يبدوا قد أعادت زوجها بيل كلينتون للحكم من خلال تعيين أركان إدارته السابقة كمستشارين لها.
من ضمن تعيينات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عاد دنيس روس Dennis Ross مستشارا خاصا للخليج العربي وجنوب غرب آسيا. وقد كان هو الأخر من ضمن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون كخبير في المفاوضات العربية الإسرائيلية ،ولا يمكن ان نخطي في ملاحظة أن ايران هي الهدف الأساسي لهذا التعيين، وقد ذهب العديد من المراقبين الى أن صبره الطويل سيكون سبيل للخروج من أزمة الطموح النووي الإيراني .
إن من المحير أن يرى بعض المراقبين بوادر انفراج في الصراع الاميركي الايراني في منطقة الخليج العربي جراء هذا التعيين ،فالمتتبع لسيرة دنيس روس لا يجد أن الشرق الأوسط قد أصبح مكان أفضل بجهوده ،رغم حمل السيد روس لملف المنطقة خلال إدارات أمريكية متعاقبة منذ عهد رونالد ريغان. السيد روس ماهر في تغليف انجازاته بأغلفة زاهية لكن بضاعته عند تمعنها لاحقا كانت تروق للإسرائيليين وتثير إحباط المشتري العربي. فدينيس روس روس محسوب على التيار المتشدد تجاه السياسة الإيرانية، بل إنه متشدد مع الإسلاميين بكافة أطيافهم . ففي مايو 2008م قال روس أن اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين كارثة على واشنطن، لأنه يعطي حزب الله قوة سياسية لا سابق لها . كما يعتبر المفكر الفلسطيني عزمي بشارة إن أنجاز دينيس روس الملحوظ كان هو تخريب عملية السلام بين سوريا وإسرائيل.
أن اختيار دينس روس كمستشار لوزيرة الخارجية الأميركية لشئون الخليج العربي يعني إبقاء الأوضاع في الخليج العربي على حالتها الراهنة، كما جرى في قضية الشرق الأوسط، مع محاولة منع إيران من التقدم خطوة للإمام أو للخلف ، سواء في مشروعها النووي أو في علاقتها مع الولايات المتحدة. فلو كانت واشنطن عازمة على تبني شعارات أوباما الانتخابية حيال المنطقة لكان هناك مستشار لشئون الخليج العربي أكثر ديناميكية من مدرسة الثعلب كيسنجر أو براعة مارتين أنديك صاحب مبدأ الاحتواء المزدوج .
لقد نسيت وزيرة الخارجية الأميركية احد المع رجال بيل كلنتون وهو مارتن إنديك Martin Sean Indyk ، فقام إنديك بتسويق نفسه مؤخرا في الخليج العربي من خلال بناء مقر له في الدوحة عاصمة لاستقطاب الخليجي الجديدة، حيث قام الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، في 18 فبراير 2008 بافتتاح مركز بروكنجز الدوحة وهو مشروع تابع لمركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في مؤسسة بروكنجز، بحضور مارتن إنديك مدير مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط.
فهل ينجح مارتن أنديك في اخذ منصب روس الجديد ؟ نتمنى ذلك فالرجل مثير للإعجاب، فوسط ذهول رجال واشنطن، راح أنديك في التسعينيات يقفز كالساحر في إدارة كلينتون من منصب إلى آخر.رغم انه مواطن بريطاني ثم استرالي، ولم يمضي بين رغبته وحصوله على الجنسية الأميركية إلا فترة عام ونصف فقط ،ليحصل عليها ويصبح مستشارا للامن القومي ثم سفيرا أميركيا في تل أبيب .
إن من الطريف أن نستمتع كمواطنين عرب بممارسة تحليل الأحداث من منظورنا العتيد 'نظرية المؤامرة ' conspiracy theory يدعمنا في ذلك إن جميع رجال هيلاري كلينتون القادمين للمنطقة هم من كبار السن اليهود، وكأن رحم السياسة الخارجية الأمريكية لم يعد قادرا على ولادة من يستطيع إدارة شئون الشرق الأوسط . كما يبدوا أكثر طرافة ان كلينتون تحاول رد الضربة لأوباما من خلال تعيين رجال زوجها .
و لاكتمال عقد اليهود ولتأخذ بثأرها منه قد تقوم بتعيين مونيكا لونسكي Monica Lewinsky في البيت الأبيض !!
تعليقات