الامم المتحدة: أكثر من 250 ألفا من «الروهينغا» فروا الى بنغلادش
عربي و دوليسبتمبر 7, 2017, 7:21 م 319 مشاهدات 0
أعلنت الامم المتحدة الخميس ان أكثر من ربع مليون شخص معظمهم من اللاجئين الروهينغا دخلوا بنغلادش منذ اندلاع دوامة العنف الاخيرة في بورما في اكتوبر الماضي، فيما عثر على مزيد من الجثث غداة غرق مراكب كانت تحاول عبور النهر الذي يفصل الدولتين.
فر في الاسبوعين الماضيين فقط نحو 164 ألف شخص معظمهم من المدنيين الروهينغا الى بنغلادش ولجأوا الى مخيمات مكتظة اساسا مما اثار القلق من حدوث أزمة انسانية.
وقضى المئات في محاولة الفرار من المعارك في ولاية راخين بغرب بورما، حيث قال شهود عيان ان قرى اُحرقت وسويت بالارض منذ الهجمات المتزامنة التي شنها متمردون من الروهينغا في 25 اغسطس مما ادى الى عملية قمع شنها الجيش البورمي.
وقالت الشرطة في بنغلادش انها انتشلت جثث 17 شخصا، عدد كبير منهم من الاطفال، قضوا إثر غرق ثلاثة مراكب على الاقل محملة باللاجئين الروهينغا في مصب نهر ناف الذي يمتد على طول الحدود.
وقال حرس الحدود البنغلادشيون ان مواطنين يائسين من الروهينغا يحاولون عبور النهر مستخدمين سفن صيد صغيرة محملة بأكثر من طاقتها بكثير مما يعرضهم للخطر.
وقالت الشرطة وحرس الحدود ان خمسة مراكب على الاقل غرقت مما أدى الى مصرع 60 شخصا على الاقل.
وقالت اللاجئة طيبة خاتون انها انتظرت مع اسرتها اربعة ايام قبل التمكن من الفرار على مركب نقلهم الى بنغلادش بعد ان هربت من بلدتها في راخين.
وقالت لوكالة فرانس برس 'الناس يحتشدون في اي مساحة يمكن ان يعثروا عليها في المراكب المتداعية'.
واضافت 'معظم الاشخاص تمكنوا من السباحة الى الشاطئ لكن الاطفال لا زالوا مفقودين'.
حمل الذين وصلوا الى بنغلادش روايات مروعة عن عمليات قتل واغتصاب وحرق متعمد واسع النطاق من قبل الجنود البورميين.
معظمهم ساروا لايام قبل الوصول الى بنغلادش وتقول الامم المتحدة انهم يعانون من المرض والانهاك وبحاجة ماسة لملجأ والطعام والماء.
والمخيمات الموجود فعليا وتضم 400 الف لاجئ قبل موجة العنف الاخيرة، باتت جميعها تفوق طاقتها، مما يترك عشرات الاف الواصلين الجدد دون مأوى في موسم الامطار.
وقال رجل الاعمال البنغلادشي مازور مصطفى الذي كان يوزع الطعام وسوائل الاملاح ان الوضع يزداد سوءا مع وصول المزيد من الاشخاص.
وقال لوكالة فرانس برس عن الحصص غذائية التي يتم توزيعها 'الطعام لا يكفي البتة'.
واضاف 'هؤلاء الناس جائعون، يتضورون جوعا'.
والارقام الاخيرة تشير الى ان حوالى ربع عدد الروهينغا المسلمين في بورما البالغ 1,1 مليون نسمة، خرج من البلاد منذ اندلاع القتال في ولاية راخين في اكتوبر 2016.
وحاولت بنغلادش الفقيرة في بادئ الامر ان تمنعهم من الدخول لكنها توقفت الان عن محاولة صدهم.
واستدعت وزارة الخارجية البنغلادشية الاربعاء سفير بورما وطالبت باتخاذ تدابير فورية لوقف العنف.
والروهينغا المسلمون محرومون من الجنسية في بورما ويواجهون قيودا مشددة في هذا البلد ذات الغالبية البوذية والذي اصبح في مواجهة انتقادات متزايدة بسبب معاملته لهذه الاقلية.
وقال محققو الامم المتحدة ان العملية العسكرية التي جاءت عقب هجمات متمردي الروهينغا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، يمكن ان ترقى الى إبادة عرقية.
موجة القتال الاخيرة في ولاية راخين، افقر ولايات بورما، هي الاعنف في سنوات.
وعبر مربي الماشية محمد شاكر (27 عاما) الى بنغلادش وهو يعاني من اصابة بطلق ناري في الصدر قال انه نيران الجنود البورميين.
وقال لوكالة فرانس برس 'حاولت الهرب مع ماشيتنا قرب النهر عندما بدأ الجيش باطلاق النار عليها'.
واضاف 'وقعت ارضا وعثر علي اقربائي لاحقا. اختبأنا في التلال لايام، وهذا الصباح تمكنا من المجيء الى هنا'.
وصل عشرات اللاجئين الى بنغلادش وهم بحاجة للعلاج من اصابات خطيرة ناجمة عن الرصاص فيما بترت اطراف آخرين عندما تسببوا بانفجار الغام ارضية على الحدود، على ما يبدو.
ونظمت مراسم جنازة الخميس في مسجد قرب الحدود لخمسة رجال قال اقاربهم انهما قتلوا بنيران الجيش البورمي. وحمل الاقارب جثثهم الى الحدود لدفنهم في بنغلادش.
وتقول بورما ان نحو 27 ألف شخص معظمهم من بوذيي راخين، فروا الى الجهة الاخرى منذ 25 اغسطس متهمين متمردي الروهينغا باستهدافهم.
ورفضت حكومة بورما، التي ترأسها اونغ سان سو تشي حائزة جائزة نوبل للسلام، اتهامات بارتكاب فظائع واتهمت بدورها وسائل الاعلام الدولية والمنظمات غير الحكومية والامم المتحدة بتلفيق الاخبار.
وألقت بالمسؤولية كاملة في اعمال العنف على المتمردين قائلة ان المتمردين يحرقون المنازل الخاصة بهم.
وقالت بورما الخميس ان 6,600 منزل للروهينغا و201 منزل لغير مسلمين احرقوا بشكل كامل منذ 25 اغسطس.
وقالوا ان 30 مدنيا قتلوا -- 7 روهينغا و7 هندوس و16 من بوذيي راخين -- لقوا مصرعهم في المعارك.
وقال جيش بورما في وقت سابق ان نحو 430 شخصا قتلوا في المعارك، بينهم متمردين وجنود.
تعليقات