السياسة انهكتنا واخذت منا كل مساحات الاعلام المرئي المقروء والمسموع.. كما يرى وليد الأحمد

الراي

أوضاع مقلوبة!- بعيداً عن السياسة!

وليد الأحمد

 

يقول الدكتور محمد راتب النابلسي، ضمن روائعه التي تدخل القلب:

قد يختار إنسان الغناء ثم يموت وتبقى أغانيه تذاع في الإذاعات إلى يوم القيامة.

وقد يختار إنسان القرآن، ثم يموت، وتبقى تلاوته تذاع في الإذاعات إلى يوم القيامة.

(كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِن عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَان عَطَاءُ رَبِّك محظوراً).

هناك إنسان بنى مسجداً، وإنسان بنى ملهى، الإنسان مخير، فاختر ما شئت وافعل ما شئت، لكن كل شيء له حسابه فسعة بيوتنا بزيادة مساحة الأرض، ولكن سعة قبورنا بزيادة مساحة العمل الصالح ورب العباد سبحانه يقول: (وَتزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى).

- ونحن نقول بعد ذلك، بان البعض منا مع الأسف هذه الايام يعيش في دنياه، يلهو ويعبث ويكذب ويحتال وكأنه يعيش أبد الدهر، والبعض الآخر يعمل في حياته بحذر وخوف من غضب رب العباد وكأنه سيموت ويلقى ربه غدا!

(وَاتَّقُوا يَوْماً لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ).

فاختر ما شئت من طرق الحياة وخط سيرك ولا تغريك الدنيا بالمال والبنين وسعة الرزق والجاه، وتذكر قوله سبحانه وتعالى القائل في محكم تنزيله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

 

على الطاير:

- السياسة انهكتنا واخذت منا كل مساحات الاعلام المرئي المقروء والمسموع، إلا من رحم ربي، وجعلتنا ننشغل بأنفسنا ولا نترك لها وقفة تذكرنا بالخير (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ)!

لعل هذه الوقفة توقظنا وتوقظ غيرنا من انشغالنا بغفلة السياسة الماكرة والمتلونة غير المفهومة في هذا العصر والمتشقلبة تارة على بطنها وأخرى على ظهرها وتصحينا من مغريات الدنيا وزينتها ومن سباتنا العميق!

ومن اجل تصحيح هذه الاوضاع بإذن الله نلقاكم!