هؤلاء الذين يعيشون في الغرب ويكرهونه هم قنابل إرهابية مؤقتة.. كما يرى عدنان فرزات
زاوية الكتابكتب سبتمبر 4, 2017, 11:58 م 501 مشاهدات 0
القبس
من يستحق العقاب؟
عدنان فرزات
بكل سذاجة، كلما حلت كارثة طبيعية على الغرب، سارع الشمّاتون لاعتبار أن هذا عقاب من الله عز وجل للغرب الكافر الفاسق الماجن، وبأنه جزاء له على ما يفعله بالعرب من حروب. وآخر هذه الشماتات كانت بسبب إعصار هارفي الذي حلّ بولاية تكساس الأميركية.
حسناً، قبل أن نتوقف عند بعض المقارنات بين الغرب والعرب، ونعرف من يستحق هذا العقاب لو كان كذلك فعلاً. نذكر أن الكوارث الطبيعية تصيب حتى الأماكن المقدسة، ويذهب ضحيتها أشخاص من كل الديانات، ولكن أعود الى المقارنات. معظم المظاهر الموجودة في الغرب التي يسميها الشماتون فسقاً ومجوناً ولهواً وطرباً، هي موجودة في كثير من بلدان العرب، فهناك بارات وملاهٍ ومراقص وصالات للقمار وغيرها كتلك الموجودة لدى الغرب، بل إن الأجانب لا يأتون إلى المراقص العربية، بينما يذهب بعض العرب إلى مراقصهم ويدفع الذي فيه النصيب وهو في تمام الرضا.
في الغرب يسهرون في الليل، ولكنك تجدهم على رؤوس مكاتبهم ملتزمين بعملهم على الدقيقة والثانية، أما إذا سهر العربي، فإما أن يأتي إلى العمل «دايخ» ليس له نفس للتعامل مع المراجعين، وإما أن يطفئ منبه الساعة مستفيداً من تقنيات «الغرب»، ويغرق في النوم من جديد.
أتحدى أن ترى موظفاً في الغرب يستخدم الواتس أثناء العمل ليتفرج على مقاطع الفيديو أو «إلق نظرة على تغريدة»، وأتحدى أكثر أن ترى امرأة تحمل «قدور» الطعام إلى المكتب، أو حتى أحداً يتناول سندويشة وهو يمارس عمله، أو يتلقى اتصالاً من زوجته تقول له: «تأخر اليوم أمي جاية عندنا».
أما عن الشماتة بحجة أن الغرب يحاربنا، فالحقيقة هي أننا نحن الذين نحارب بعضنا، نحن الذين نقتل بعضنا، ونسفك دماء الدين الواحد، فحين نكون كذلك، فلا يلام فينا من يستثمر صراعاتنا لمصالحه.
المفارقة أن من بين الشامتين اليوم بعض العرب الذين يعيشون في الغرب، وكثير منهم وصل إما بطريقة التهريب أو تزوير الوثائق، ولو فعلها في بلده، فلن يجد حذاءً على مقاس قدمه بعد خروجه من السجن، هذا إن خرج.
هؤلاء الذين يعيشون في الغرب ويكرهونه، هم قنابل إرهابية مؤقتة، حتى وإن انفجرت على شكل حقد. بكل وقاحة يحصلون على امتيازات لم توفرها لهم بلدانهم ثم يشتمون الغرب. الأمر ليس زواجاً بالإكراه، إن لم يعجبك المكان فغادره. إذا كان ثمة عقاب رباني للغرب، فهو عقاب يتمثل بوجود مثل هؤلاء الأشخاص فيه.
تعليقات