التحـرير .... دروس وعـبر

محليات وبرلمان

أبطال الكويت سطروا أروع وأسمى معاني التضحية والفداء

864 مشاهدات 0


ذكرى  التحرير هي ذكرى لازالت تصدح في ذاكرة التاريخ وذاكرة الكويتيين، وخاصة الذين عاصروا تلك الفترة ومن لامسوها من خلال معاناته وعايشوها لحظة بلحظة، لقد سطر الكويتيين أروع الأمثلة في الصمود و التحدي ورفض الاحتلال، فكانت دمائهم الزكية تقطر على تراب الوطن، وسطر أفراد المقاومة أروع مثال يضرب على حب الكويت وفدائها.
 كان الكويتيين جميعا داخل وخارج الكويت لحمة واحدة، يقفون للدفع نحو تحرير الكويت بكل قوة، بمساعدة من بعض الدول العربية الصديقة ودول التحالف، وكان لهم دور واضح بتحرير الكويت الذي لن ينسى نتيجة   مواقفهم النبيلة مع الكويت بتلك الأزمة.

ان حرب تحرير الكويت تصادف  مع بداية فجر السابع عشر من يناير عام 1991 م،  حيث حلقت طائرات التحالف الدولي متجهة إلى عدة مواقع تم تحديدها مسبقا في الكويت وأخرى في العراق، التي قصفتها بنجاح و أضعفت النظام الدفاعي الجوي العراقي، واستمرت غارات اليوم الأول 240 دقيقة غير متصلة اشتركت بها 400 طائرة بطلعات بلغت 1200 طلعة، نفذت القوات الجوية السعودية والكويتية منها 302 طلعة ودمرت خلال عمليات اليوم الأول ما يقرب من نصف طائرات العراق وهي جاثمة فوق الأرض،  واشتركت في هذه الطلعات طائرات مختلفة الأنواع وبتوجيه من طائرات الاواكس، كما أن السفن الحربية الضخمة أدت دورا مساعدا لتلك الطائرات، حيث قذفت ما يقارب 100 صاروخ  أصابت أهدافها في الكويت والعراق، كما اشترك في حرب تحرير الكويت أكثر من 100 سفينة أمريكية بما فيها المدمرة 'ميزوري' التي قامت بقصف مواقع مختارة داخل الكويت مستخدمة قذائف ضخمة تزيد زنة الواحدة منها على ألف كيلو غرام و'المدمرة ويسكانس' وهي تشارك للمرة الأولى منذ الحرب الكورية، كما اشتركت في حرب تحرير الكويت حاملات الطائرات 'سارتوغا' و'كينيدي' و'تيودور روزفلت' و'أمريكا' و'ميدواي' و'رينجر' و 1800 طائرة مقاتلة و 1700 طائرة هليوكوبتر، وشاركت في الحرب 40 طائرة أف 117 'الشبح' بطلعات جوية بلغت 1300 طلعة كما شاركت 48 طائرة أف 15 أي سترايك أيغل بعدد 2200 طلعة طيران.

واستخدمت القوات الأمريكية جهازا يدعى 'سلاجر' يحمل باليد وهو عبارة عن مزيج من الكمبيوتر وجهاز اتصال، يمكن الدبابات وحتى المشاة من الاتصال فورا بالأقمار الصناعية لإيصال المعلومات، إضافة إلى استخدام ثمانية أقمار صناعية خمسة للتصوير فوق المواقع العراقية في الكويت والعراق، وقمر صناعي للإنذار المبكر ضد الصواريخ سكود وسكود ب واستخدمت قمرين للتنصت  طوال 24 ساعة.
وبانتهاء العمليات الجوية والبرية يوم 26 فبراير 1991 كانت قوات التحالف قد أسقطت 88500 طن من الذخائر، ومن بينها ذخائر موجهة ذات درجة عالية من الدقة، ولعبت القوات العربية دورا بارزا في انجاز مهمة تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي، ويكفي القول أن المملكة العربية السعودية ساهمت بنصف مجموع قوات مجلس التعاون من الأفراد وبحوالي 85 بالمائة من الأسلحة.
ويذكر انه خلال تلك الفترة أصدر مجلس الأمن الدولي مجموعة من القرارات ابتدأت بالقرار رقم 660 في 2 أغسطس 1990 طالبت جميعها بوقف العدوان على الكويت وسحب القوات المعتدية والحفاظ على الممتلكات المادية وغير المادية الكويتية وعدم تغيير الطبيعة الديمغرافية لها ووقف كافة أعمال القتل والتشريد والتدمير .
لقد  كانت حرب 'عاصفة الصحراء' التي قامت بها دول التحالف و الدول العربية،  هي الخطوة الناجحة نحو تحرير البلاد من براثن الغزو العراقي الغاشم، وعندما  لم يستجب العراق لكل القرارات الصادرة تحت الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يعطيها قوة الإلزام صدر القرار رقم 678 الذي يتيح تحرير الكويت بكل الوسائل ،مما أتاح حق استخدام التحالف الدولي الذي ضم 32 دولة القوة لتحرير الكويت.
فلقد ابتدأت الحرب الجوية في تاريخ 17 يناير ثم تلتها الحرب البرية في 24 فبراير،  وفي غضون 100 ساعة كانت الكويت محررة بالكامل، وانسحبت الجيوش العراقية من الكويت، تجر معها آثار الهزيمة، تاركة الآلاف من القتلى و الأسرى إضافة للآليات العسكرية  العراقية وغيرها.
وبعد الانسحاب للجيش العراقي  تمت محاولة يائسة وهي  اعتقال اكبر عدد ممكن من الكويتيين الأبرياء  والذهاب بهم  للعراق كرهائن يتم المساومة بهم، بالإضافة إلى حرق آبار  النفط التي تعتبر كارثة بيئية، قد أثرت على الكويت و على البيئة واعتبرت جريمة لا تنسى في التاريخ.
بعد مرور سبعة أشهر انتظرها  الكويتيين بفارق الصبر بأن تعود لهم الكويت، وبالفعل عادت لأحضانهم بفضل من الله ثم بجهود قيادتها الشرعية وشعبها، ووقوف العديد من الدول الأجنبية والخليجية والعربية مع الحق.

وقد ارتسمت السعادة على الجميع  بأن ردت الحقوق لأصحابها، و بعودة الكويت لقلوب محبيها وتحرر الأرض النقية من طغيان نال منها أشهر عده، دفعت العديد من الكويتيين بالتضحية بدمائهم لهذه الأرض الغالية.

ندعو الله عز وجل أن يحفظ الكويت دوما من كل شر، ونتمسك بحبها والدفاع عن أرضها، في ظل قادة مسيرتنا حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهد الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما.

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك