جلال آل رشيد: تصريحات رايس إجرامية

زاوية الكتاب

كتب 612 مشاهدات 0


رايس وتعويم «إسرائيل» التصريحات الإجرامية التي أدلت بها الاثنــــين الماضي كوندوليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتــــحدة، والتي قــــالت فــــيها إن بلادها بصدد إعداد عقود جديدة مع دول الخلـــــيج و«إسرائيل» ومصر، تهدف إلى تقديم مساعدة عســــكرية لهذه الدول، وذلك لمساندة أنصار «الاعتدال» باعتماد استراتيجية أوسع نطــــاقاً تهدف إلى التصدي للتـــــأثير السلبي الصادر عن «القــــــاعدة» و«حزب الله» وسورية وإيران (ويبدو أن «حماس» سقطت سهواً من التصريح)! ليس صعباً استشفاف «الهدف الرئيس» من تصريحات رايس، ألا وهو إدخال ما يسمى بـ «إسرائيل» في «محور» ضد «محور مقابل» في المنطقة، وذلك لأن هذا الأمر يعني، في شكل واضح، بأن «إسرائيل» تُعد إحدى دول المنطقة أو مكوناتها، باعتبارها قد دخلت في محاور المنطقة وتحالفاتها، مع أطراف تؤيد سياسات الكيان العبري، ضد أطراف لا تؤيد سياسات ذلك الكيان الإجرامية! وذلك إذا تحقق ما تصبو له المذكورة، لا سمح الله! ربما كان السؤال التالي مشروعاً جداً، وهو: هل تؤيد الدول التي صنفتها رايس على أنها عدوة لسورية، مثل مصر والدول الخليجية، دعوة رايس لها باتخاذ سورية عدوة لها اتباعاً لأوامر رايس؟ هل تؤيد هذه الدول الدخول في عداوة وصراع ضد أقوى دول الإقليم عسكرياً كإيران؟ خصوصاً بعد السياسات الرائعة التي اتبعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة في محنة اجتياح القوات الصَدَّامية المجرمة لحرمة الأراضي الكويتية بعد انتهاء الحرب التي شنها النظام الصَدَّامي على الجمهورية الإسلامية بدعم أميركي لحليفهم المجرم صدَّام؟ الأميركيون لن يخسروا كثيراً في حال نجاح مسعاهم في الترويج لحرب إقليمية جديدة تصطف فيها جيوش عرب الخليج ومصر خلف الجيش الإسرائيلي، كما تريد رايس، ضد جيوش سورية وإيران وحلفائهما، فالقتلى لن يكونوا من أبنائهم، والخسائر المادية لن تكون في دولتهم، ولا شركاتهم، ولا أموالهم، ولا منجزاتهم الحضارية ولا عمرانهم، إنهم يريدون أجمل مدن الإقليم أن تتحول إلى ما يشبه منظر المدن العربية بعد انتهاء أي عدوان «إسرائيلي» عليها... لن تخسر أميركا شيئاً، غير ثمن الحديد الخام الداخل في صنع آلتها العسكرية الإجرامية! فهل مِن مستجيب لمسعاه الإجرامي في الدخول في حلف مع «إسرائيل» ضد محور مقابل في الإقليم؟
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك