ظاهرة التشبه بالفتيات

عربي و دولي

350 مشاهدات 0


بينما كنت أتصفح الأنترنت، وجد مقالا لفت إنتباهي جدا و ودت أن أعرض عليكم هذه المادة المنقولة من: http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-05-17/socity/socity09.htm إليكم النص المنقول: تقليد الشباب للفتيات: لفت للانتباه أم تمرد على صفات الرجولة أبها: نادية الفواز تعتبر ظاهرة تقليد الشباب للفتيات من الظواهر اللافتة والغريبة التي هي ظاهرة انتشرت في العديد من دول العالم العربي والإسلامي. فهناك شباب يزينون نحورهم وأياديهم وأصابعهم بسلاسل وأساور وخواتم عجيبة هي أقرب إلى الفتيات وآخرون يتباهون بقصات وشعر مصبوغ مثلما تفعل الفتيات في الكوافير فيما يخضع غيرهم لعمليات تجميل وإزالة الشعر وفئة ثالثة تختال في أزياء وموضات وتتكسر في مشيتها وحديثها فتكون أقرب إلى الأنوثة منها إلى الذكورة وقد يقوم أحدهم بإطالة شعره وقصه إلى الخلف. وقد رصدت هذه الظاهرة في العديد من الأماكن في جدة حيث أصبح شارع التحلية مسرحاً للشباب واستعراضاتهم لهذه الأزياء وخاصة على كورنيش جدة فتجد مجموعة من الشباب في جلسات متناثرة يرتدون على رؤوسهم ربطة اسمها البندانة، ومجموعة أخرى يرتدي أفرادها ملابس متعددة الألوان وكأنها ألوان الطيف أو ملابس ذات مقاسات كبيرة تظهر الزي وكأنه يرتدي ملابس والده، وقد تجد هؤلاء الشباب يسيرون وسط التجمعات وهم يرتدون عصبة الرأس البندانة التي تحمل صورا لحيوانات وعبارات مكتوب عليها باللغة الإنجليزية ويطلق شباب جدة على هذه الفئة من الشباب اسم الرقيصة وهم يرتدون البرمودا الواسعة والـ'تي شيرتات' الطويلة التي تحمل صورا غريبة والأساور والسلاسل الفضية في العنق واليدين أو في الأنف والأذن إضافة إلى صبغات غريبة وألوان عجيبة على الشعر. ويقوم هؤلاء الشباب بالاستعراض في الحمراء أو منطقة الكباين والشاليهات والملاهي ويبتعدون عن مراكز التسوق في الغالب. ويقول أحد هؤلاء 'إنها أزياء عصرية نشاهدها في العديد من الأفلام حيث يرتديها كبار ممثلي هوليوود وهي تعبر عن المرح واللامبالاة بالواقع وهي تلفت الانتباه إلى الشباب وهي عند كثير من الشباب ضرب من التقليد الأعمى أو هروب من المظهر العادي إلى المظهر اللافت ومتابعة الموضة وهي كثيرا ما تلفت انتباه الناس ونحن نعرف أنهم يرفضونها ويعتبرونها خروجا على قوانين المجتمع وطقوسه'. من جهته يقول أحمد الحنفي ما يتعرض له شباب التعليقات والموضة من أذى بعدم قبولهم عند فئة من الشباب يرون في تقليعات شباب الموضة شذوذاً ونشازاً لا يتماشى مع المبدأ الذي يؤمنون به. ويصف الشاب أحمد الحذيفي مواكبة بعض الشباب للموضة والتقليعات بشكل مبالغ فيه هو السبب الذي جعل بعض الناس ينظرون لأولئك الشباب على أنهم شاذون, ويرى أن أكثر الموضات ميلاً للأنوثة تلك التي يشاهدها بعض الشباب في الفضائيات أو في مواقع الإنترنت, ولا يمانع الحذيفي في ارتداء الموضة بحيث لا يتخلى الشاب عن عاداته وتقاليده باختيار ملابس ليست لجنس الرجال و لا يمكن التعامل مع المشكلة بأنها ظاهرة بل حالة خروج من النسق الاجتماعي الذي ارتضاه العرف والعادات. وأضافت نسرين العمري 'طالبة كلية ' أنني أرفض الاقتران بشاب يفضل اتباع أزياء الموضة على الزي التقليدي إضافة إلى استنكار مجتمع الفتيات للشاب الذي يرتدي السلسلة والأسوارة باعتبارها أزياء تدلل على الأنوثة وهي تقلل من قيمة الشاب في عين الفتاة إضافة إلى أن الفتاة تحلم بالشاب الذي يبرز رجولته من خلال تصرفاته وشخصيته لا من خلال شكله، وكثير من الفتيات لا يعولن على موضوع الشكل بل على الشخصية والثقافة والأخلاق والدين. وتقول أستاذ الصحة النفسية المشارك بكلية التربية للبنات بمكة الدكتورة هانم ياركندي هذه الظاهرة نتيجة لخلل في التربية وفي الأسرة، وتفسير ذلك يعود إلى أن الشاب عادة ما يكون في سن المراهقة وتحت تأثير الكثير من العوامل البيئية الداخلية والخارجية كأصدقاء الإنترنت الشات والأفلام, والسفر, والمشاهير، وحللت إقبال الشباب على ارتداء الملابس الغريبة إما للفت الانتباه أو الإعلان عن معارضتهم لوضعهم الاجتماعي وعاداتهم وإما بحثا عن الموضة التي تروج لها مؤسسات إعلامية. وترى المرشدة الأكاديمية وأستاذة علم النفس المساعد بقسم الطالبات بجامعة الملك خالد الدكتورة سميحة عبد الفتاح أن التنشئة الاجتماعية لدى بعض الأسر هي السبب في وجود هذه الظاهرة وذلك عندما تقوم بعض الأسر بتدليل الابن أو تعامله معاملة الفتاة نتيجة لحرمانها من إنجاب البنات إضافة إلى أن وجود الابن وسط مجموعة من الأخوات في الأسرة يساهم في تقليد الذكر للإناث في لبسهن وتصرفاتهن مما يطبعه بطباعهن في اللبس وأساليب المعيشة، وحددت سميحة عبد الفتاح العديد من الأسباب لهذه الظاهرة التي من أهمها التقليد الأعمى للموضة وارتداء الملابس الصاخبة وتطويل الشعر ولبس السلاسل الذهبية وذلك من وجهة نظرها النفسية يعود إلى أن معظم المراهقات يتطلعن إلى الشاب الذي يرتدي الموضة الغريبة ويعتبرنه شاباً عصرياً ومتمدناً وهن بذلك ينظرن إلى شكله بغض النظر عن التعليم أو الشخصية أو الأخلاق ولا نغفل دور وسائل الإعلام في الترويج لهذه الظاهرة التي شملت فئة كبيرة من المجتمع عن طريق الفضائيات وترويجها لصورة الشاب العصري بأزيائه الغريبة والتي تحاكي نجوم السينما والمشاهير دون الاعتبار بأن هذه الصورة هي صورة بعيدة عن المجتمع الإسلامي الذي يحرم تشبه الشباب بالفتيات والعكس إضافة إلى أن ذلك من ضعف الوازع الديني عند الأهل وبالتالي الأبناء ودعت الدكتورة سميحة إلى الرعاية الأسرية الشاملة للأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة ومتابعتهم في اختيار الأقران لما لها من أثر كبير في هذا التوجه وأن يكون ذلك بالإقناع ودون تسلط وعن طريق الحوار الذي يستوعب أفكارهم ويناقشها.
Awareness

تعليقات

اكتب تعليقك