حمد الجاسر في ذكرى الغزو: السعدون تجاهل حق الشعب في معرفة الحقائق

زاوية الكتاب

كتب 824 مشاهدات 0


الرأي المحلي وجهة نظر ذكرى.. بلا ذاكرة! في العام 1995 نشرت «لجنة تقصي الحقائق» بمجلس الأمة تقريرين عن أحداث الغزو العراقي، كان الأول منهما عسكريا، تطرق لأحداث الغزو نفسها، والثاني عن المسؤولية السياسية للحكومة في التعامل مع مقدمات الغزو ونتائجه، التقريران دانا بشكل لا مجاملة فيه الحكومة الكويتية وأداء رموزها وقيادة المؤسسة العسكرية لأسباب موضوعية وردت في التقرير تفصيليا. المذهل انه حتى هذه اللحظة، ومع الذكرى السابعة عشرة للغزو، فإن الجمهور الكويتي لم يطلع على أي من التقريرين، إذ عتم عليهما الاعلام الرسمي - بمشاركة تآمرية من الصحف اليومية الخمس - وامتنع مجلس الأمة نفسه عن نشر التقريرين بوسائله الخاصة حين فضل رئيس مجلس 92 أحمد السعدون مجاملة الحكومة ووضع التقريرين في ادراج مقفلة وتجاهل حق الشعب الكويتي في معرفة الحقائق! الصحافي الوحيد الذي تناول التقريرين هو كاتب هذه السطور، إذ نشرت ايجازا موسعا عن «التقرير العسكري» في صحيفة «الحياة» اللندنية في 4 مايو 1995، ثم عن «التقرير السياسي» في 19 أغسطس من السنة نفسها، وفي كلتا الحالين تمت مصادرة عدد «الحياة» من قبل وزارة الاعلام ومنعه من التوزيع في الكويت، وجرى استدعائي الى الوزارة لسماع «لفت نظر» من وكيل الوزارة. وسبب هذا التشنج الرسمي ضد التقريرين انهما يتضمنان مؤاخذات على رموز وأقطاب في الحكومة بسبب اخطاء في التقدير وضعف في قراءة مقدمات الغزو ثم ضعف الأداء في التعامل مع نتائجه، والتقرير العسكري مثلا أشار الى رفض الحكومة عام 1987 عرضا أميركيا لاتفاقية تعاون دفاعي وتسهيلات تحت اسم «illusion day» كان يمكن ان يؤدي قبول الكويت بها الى تحاشي الغزو كله، ونسب التقرير الى قائد عسكري كويتي قوله: «كان الأميركان على استعداد لدفع ملايين للحصول على تسهيلات في الكويت، أما الآن فنحن ندفع لهم البلايين للبقاء عندنا». إعلامنا الرسمي لا يريد ان تكون ذكرى الغزو مناسبة لاستعادة دروس ذلك الحدث الأليم وفهم اخطائه وتحاشيها، بل يفضل أن يتم التركيز على أحزان الغزو ومآسيه وبكائياته وخصوصا موضوع الأسرى ثم الهجوم على النظام الآفل والطاغية الذي ذهب الآن الى حيث يستحق، ومنطق الحكومة في منع نشر حقائق الغزو اختصره وزير الاعلام السابق الشيخ سعود ناصر الصباح الذي برر في تصريح رسمي في 19 أغسطس 1995 سبب منع نشر التقريرين بقوله: «يجب ان نغلق جميع المنافذ والأبواب التي قد يستفيد منها العدو»... فأي منطق هذا؟ لا نريد فتح جراح قديمة ولا نسعى الى الانتقاص من أي مسؤول حالي أو سابق، وأحداث الغزو صارت تاريخا يستحق ان يدرس في إطار حقائق كاملة وغير مخفية حتى لو كانت محرجة، خصوصا ان القراءة الخاطئة لأوضاع ما قبل 2 أغسطس 1990 تكاد تتكرر في ما يحيط بنا من أوضاع المنطقة الآن وان اختلفت التفاصيل. سعوديون مرتاحون لخسارة منتخبهم!! دهشت وأنا أقلب مواقع الانترنت مساء الأحد الماضي بتعليقات لمواطنين سعوديين يعبرون فيها عن ارتياحهم لخسارة المنتخب السعودي المباراة النهائية لكأس آسيا، أحدهم كتب بطرافة «المنتخب خسر.. قُد سيارتك مع عائلتك وأنت مطمئن»، ويقصد بذلك الهستيريا التي تجتاح الشوارع فور نهاية أي مباراة رابحة ويقوم خلالها بعض الشباب بكل ما هو مخل بالسلامة العامة على الطرق ومخالف لقيم وأخلاق المجتمع. قلت في نفسي: نحن الكويتيين أول من سن هذه السنة القبيحة ونقلها عنا اخواننا في الخليج، نحن من أخرج الرياضة عن إطارها وجعلها «مسألة حياة أو موت» ومسألة «شرف وطني» وجعل احتفالات النصر فيها استهتارا بالنظام وبآداب المجتمع، والحمد لله ان هذه الظاهرة لم تعد تحدث في الكويت ولسبب وجيه هو... خسارة منتخبنا لكل البطولات.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك