واشنطن بوست: تزايد الهجمات ضد مسلمي أمريكا في عهد ترامب

عربي و دولي

289 مشاهدات 0


نشرت صحيفة 'واشنطن بوست' مقالا لعضو مجلس المجموعة التي تطلق على نفسها 'أشخاص من أجل طريقة الحياة الأمريكية' خيزر خان، عن هجمات الإسلاموفوبيا المتزايدة ضد مسلمي أمريكا.

ويعلق خان في بداية مقاله على عشرات المسيرات والتظاهرات التي تم تنظيمها الشهر الماضي، تحت شعار 'تظاهر ضد الشريعة'، في مناطق متعددة من الولايات المتحدة، قائلا: 'قال المنظمون إن الجهود ليست معادية للمسلمين، لكن لا شك في أن الحملة من أجل تصوير الشريعة تهديدا للدستور وتمرير قوانين (معادية للشريعة) على مستوى الدولة، هي لتصوير المسلمين الأمريكيين بأنهم لا ينتمون للولايات المتحدة، وأفكار كهذه ستترك نتائج قاتلة'.

ويقول الكاتب إن 'التظاهرات المضادة للشريعة، التي نظمتها المجموعة التي تطلق على نفسها (تحرك من أجل أمريكا)، التي يصنفها مركز (ساذرن بافرتي لو سينتر) بأنها متطرفة ومعادية للمسلمين، لم تأت من فراغ، وجاءت بعد حادث بورتلاند في أوريغان، حيث قام قومي متطرف أبيض بالصراخ على فتاتين مسلمتين وشتمهما بشتائم معادية للإسلام، وقام بطعن ثلاثة رجال حاولوا الدفاع عنهما، وقتل المحارب السابق في الجيش الأمريكي، البالغ من العمر 53 عاما، والأب لأربعة أطفال، ومعه أيضا المتخرج من الجامعة قبل فترة تالسين ميردين نامكاي ميتشي (23 عاما)'.

ويعلق خان قائلا: 'إن حزننا على هذه الأحداث الأخيرة رافقته معرفتنا بأنها جزء من الحقيقة الواسعة في الولايات المتحدة التي نشهدها منذ انتخاب دونالد ترامب، حيث أصبح التحرش والاستفزاز والعنف الجسدي ضد المسلمين وأناس يعتقد أنهم مسلمون وأبناء الأقليات الدينية والعرقية في تزايد مستمر'.

ويشير الكاتب في مقاله إلى أن 'العنف المتجذر في الكراهية لم يبدأ بالطبع في عهد ترامب، وأتذكر حادثا قبل سنوات قليلة عندما تم دفع الطبيب السيخي باهجوت سينغ عن دراجته، وضرب من جماعة من الأشخاص الذين وصفوه بالإرهابي'.

ويقول خان: 'لا شك بأن الأمور أصبحت أكثر سوءا منذ دخول ترامب إلى مركز الاهتمام الوطني، ففي العشرة أيام الأولى من انتصاره سجل مركز (ساذرن بافتري لو سنتر) 867 حادث تحرش واستفزاز، وأشار المركز إلى أن عدد الجماعات المعادية للمسلمين ارتفع من 34 مجموعة عام 2015 إلى 101 مجموعة في عام 2016، فيما سجل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) زيادة بنسبة 57% من الهجمات على المسلمين في العام ذاته'.

ويلفت الكاتب إلى أن 'خلف هذه الجماعات أشخاصا حقيقيين وأماكن مقدسة ومجتمعات جريحة، حيث تم تقديم دعوى جريمة كراهية ضد رجل متهم بحرق وتدمير مسجد في فيكتوريا في تكساس في كانون الثاني/ يناير، وفي شباط/ فبراير تم تخريب مقبرة يهودية في سانت لويس، (وقام المسلمون بالتحرك لجمع التبرعات لإصلاح الضرر)، وفي أيار/ مايو تعرض الليفتنانت ريتشارد كولينز، الذي ترفع في الجيش الأمريكي وتخرج من جامعة باوي، للطعن حتى الموت من طالب ينتمي إلى (ألت رايخ)، وهي جماعة تفوق عرقي بيضاء'.

ويتساءل خان قائلا: 'هل تساءل رئيسنا عن تزامن حملته الانتخابية مع حملات كهذه؟'، ويقول إن فتاة مسلمة شابة قتلت في فرجينيا، حيث يعيش، كانت تمشي مع زميلاتها قرب المسجد، مشيرا إلى أنها 'كانت جريمة فظيعة لا معنى لها، وأثرت على المجتمع، وتعتقد الشرطة أن الهجوم كان حادث (غضب على الطريق)، لكن كيف تلوم المسلمين لخوفهم من أن الفتاة تعرضت للهجوم بسبب دينها'.

ويعود الكاتب للتساؤل قائلا: 'كيف تلوم المسلمين على الحزن لأن المرشح الجمهوري لحاكم فيرجينيا لم يكن قادرا على نبذ الدعم، الذي حاول الحصول عليه من الفرع المحلي من قائد جمهوري يعمل مع جماعة تحرك من أجل أمريكا؟'.

ويذهب خان إلى أن 'الحملة ضد الشريعة تعكس سوء فهم عميقا لم تعنيه الشريعة، وفي المستوى الأسوأ فإنها تعكس استعدادا للوم المسلمين على الأفعال الشنيعة التي يقوم بها عدد قليل لترويع الآخرين باسم الإسلام. ولوم لا يستند إلى شيء يقود إلى تراكم مأساة على مأساة'.

وينقل الكاتب عن مؤسسة مجموعة 'تحرك من أجل أمريكا'، قولها إن المسلمين الذين يؤمنون بكلام القرآن 'لا يمكن أن يكونوا مواطنين موالين للولايات المتحدة'.

ويعلق خان قائلا: 'مع أننا نأمل أن يكون هذا الكلام تعبيرا عن جماعة متطرفة، إلا أنه يشبه اللغة ذاتها التي وردت في كلام مدير (المركز الأمريكي للعدالة والقانون) جي سيكلو، وعضو فريق ترامب (المسلم الملتزم لا يمكن أن يقسم الولاء للولايات المتحدة)، وكوني مسلما أمريكيا وطنيا يحمل الميدالية الذهبية فإن هذه التأكيدات غير صحيحة'.

وينوه الكاتب إلى أن 'مسيحيين محافظين مقربين من المسؤولين الجمهوريين البارزين ناقشوا أن الإسلام ليس دينا، بل أيديولوجية شمولية، ولهذا فالمسلمون لا ينطبق عليهم البند الأول من الدستور الذي يضمن الحرية الدينية للجميع، والغريب أن من يبتعدون عن كلام مثل هذا يتورعون عن الحديث ضد من يفعل هذا الأمر'.

ويختم خان مقاله بالقول: 'هذا نوع خطير من الانقسامية، التي تتعارض بشكل كامل مع روح الدستور ونصه، فتخويف المجتمعات وتهديدها بناء على دينها هو ضد القيم الجوهرية لهذا البلد'.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك