تأثير 'محدود' لاعتداء الغردقة على السياحة الوافدة إلى مصر
عربي و دولييوليو 18, 2017, 4:37 م 245 مشاهدات 0
قلل خبراء ومختصون في قطاع السياحة المصرية، من وطأة تأثير حادث مقتل أجنبيين في منتجع سياحي بالغردقة (شرقي البلاد) سلبا على حركة السياحة الوافدة إلى البلاد خلال الفترة القادمة.
كانت مدينة الغردقة شهدت في 14 يوليو / تموز الجاري، حادث اعتداء تعرضت له 6 سائحات من جنسيات مختلفة، تعرضن للطعن الجمعة الماضية في أحد شواطئ مدينة الغردقة، ما أدى إلى وفاة سائحتين من الأجانب المقيمين بالمدينة وإصابة 4 أخريات.
وتعول مصر على السياحة باعتبارها أحد مصادر العملة الصعبة، إلا أنها تأثرت بسلسلة انتكاسات أبرزها سقوط الطائرة الروسية في مدينة شرم الشيخ في أكتوبر / تشرين الأول 2015، وتوقيف موسكو للرحلات السياحية إلى البلاد.
عمليات إرهابية
وتشهد مصر عمليات إرهابية تستهدف مسؤولين أمنيين ومواقع عسكرية وشرطية بين الحين والآخر، وهي العمليات التي تزايدت خلال السنتين الماضيتين في أكثر من محافظة وخاصة في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، ما أسفر عن مقتل العشرات بينهم أفراد من الجيش والشرطة.
وفي الأشهر الأخيرة، طالت العمليات الإرهابية كنائس في القاهرة ومنطقة الدلتا والإسكندرية (شمال)، فضلا عن هجوم مسلح استهدف مؤخرا سيارة تقل مواطنين مسيحيين وسط البلاد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
إدارة الأزمة
وخفف علي غنيم منظم رحلات سياحية في مصر، وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا، (مستقل وتشرف عليه وزارة السياحة المصرية)، من وطأة تأثير الحادث سلبا على الحركة السياحية الوافدة إلى بلاده، شريطة تشكيل لجنة لإدارة الأزمة لمتابعة ردود الأفعال الخارجية، وكيفية الرد عليها، وعرض تفسير منطقي للحادث.
وقال 'غنيم' في اتصال هاتفي مع 'الأناضول'، إن 'تأثير الحادث سيكون محدودا في حالة تشكيل هذه اللجنة، ومواجهته بفكر مختلف عن السابق'.
وأضاف أن الحركة السياحية الوافدة إلى بلاده كانت في طريقها للتعافي، خاصة الوافدة من ألمانيا، فضلا عن أوكرانيا والتي عوضت نسبيا غياب السائحين الروس، إلا أن مثل هذه الأحداث 'قد تعرقل هذا التعافي في حالة عدم مواجهتها بإيجابية ورشد'.
وفي يوليو / تموز الجاري، طالبت ألمانيا رعاياها بتوخي الحذر عند السفر إلى مصر لـ 'احتمال وقوع عمليات إرهابية'، مشيرة إلى أنه 'لا توجد تحذيرات ضد السفر إلى مصر بأسرها، بل إلى مناطق محدودة في البلاد'، دون تحديد لها.
وتتصدر السياحة الألمانية قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري (يناير / كانون الثاني ـ أبريل / نيسان)، وبلغ عددهم 337 ألف سائح، بارتفاع 52 بالمائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ووفق تقرير نشره موقع 'تورنوس' نقلا عن عدد من الشركات السياحية الألمانية، تأتي مصر كأكثر الدول المفضلة للزيارة لدى الألمانيين، إذ ارتفع الطلب على الحجوزات الألمانية للسياحة في مصر بنسبة 30 % خلال هذا الصيف.
تأثير محدود
وقال تامر نبيل منظم رحلات سياحية في مصر، وعضو جمعية مستثمري البحر الأحمر (شرقي البلاد) في اتصال هاتفي مع 'الأناضول'، 'نأمل أن يكون تأثير الحادث على الحركة السياحة الوافدة للبلاد محدودا'.
وتراجعت إيرادات مصر من السياحة إلى 3.4 مليارات دولار في 2016 مقابل 6.1 مليارات دولار في عام 2015، بتراجع 44.3 بالمئة. وكانت مصر تحقق إيرادات من السياحة بقيمة 11 مليار دولار قبل ثورة 25 يناير / كانون الثاني 2011.
في سياق مواز، كشف تقرير صادر عن وزارة الاقتصاد الأرمينية، وعدد من القائمين على السياحة الخارجية، ونشره موقع 'الأرمينية'، عن أن اليونان وجورجيا ومصر بالإضافة إلى بلغاريا، تشكل أبرز المقاصد السياحية التي تنصح بها الحكومة الأرمينية مواطنيها لقضاء العطلات خلال هذا العام.
وقال ياسين أبو طالب النائب في البرلمان المصري، والممثل عن اللجنة السياحية للبرلمان، إن مستوى إشغال الفنادق في الغردقة جيد، وفقا لما نشرته وكالة 'نوفوستي' السبت الماضي.
وأضاف أبو طالب أن 'المجموعات السياحية الأجنبية تستمر بالوصول إلى الغردقة، وإلى الآن لم يتم إلغاء أي برامج سياحية من قبل منظمي الرحلات'.
يذكر أن المؤشرات الأولية تظهر عدم تأثر حركة السياحة بالحادث، إذ استقبل مطار الغردقة الدولي 1600 سائح ألماني قدموا لقضاء إجازتهم عقب الحادث. وقالت مصادر بالهيئة المحلية لتنشيط السياحة في البحر الأحمر، إن السياح الألمان وصلوا على متن 9 رحلات.
في المقابل، وفي تصريحات صحفية، قال عضو اتحاد الغرف السياحية حسام الشاعر الأسبوع الجاري، إن الحادث الأخير من شأنه التأثير بشكل سلبي على السياحة في مصر.
وأرجع الشاعر ذلك لسبب وحيد هو أن 'وسائل الإعلام الأجنبية لا تعرض الحقائق كاملة، وتفتح المجال لإطلاق الاتهامات والشكوك'، داعيا حكومة بلاده إلى إعلان كامل ملابسات الحادث بكل صدق دون إخفاء الحقائق.
تعليقات