متمنيا تغيير سياسته اتجاه من سماهم أصحاب التكسب الشعبوي

أصدر النائب حسين القلاف بيانا صحفيا موجه لرئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح , مثنيا عليه ومطالبا إياه أن يتوقف عن سياسة الهدوء التي يمارسها وبتحَمّير العين اتجاه بعض الفئات التي أطلق عليها النائب القلاف '  الانتهازي , الوصولي' .
وتمنى القلاف من رئيس الوزراء تغيير منهجه في التعامل مع هذه الفئات , فالشعب الكويتي على حد قول القلاف '  أدرك مواطن الخلل , وعرف من يضع العصاة في دولاب الاصلاح , ومن وراء الأزمات المتكررة ومحاولات النيل من شخصه'.

 

 وفي ما يلي نص بيان النائب القلاف كما ورد :

تحية عطرة إلى أهل الكويت أحبتي كافة وإلى سمو الأمير المفدى وولي عهده وإلى سمو رئيس الوزراء                         الموقر

معالي دولة الرئيس : (سمو الشيخ ناصر المحمد حفظه الله ) أعتقد أنك بهدوئك ودماثة خلقك ودبلوماسيتك وأدبك الرفيع وكرمك كشفت الكثير من الحقائق وأزلت الكثير من الأقنعة للشعب الكويتي وبات واضحا أن المصالح الحزبية والقبلية والمذهبية هي فوق كل اعتبار حتى وجدناها الحاكمة في السلوك السياسي لبعض التيارات أو الأشخاص أو الفئات ومقدمة على المصلحة العليا للبلاد.
وما الاقتتال لإسقاط حكومتك إلا سوء فهم من البعض واعتقادا خاطئا أنك ضعيف أمام التهديدات المتكررة والتي تبعتها قرارات وافقت تلك التهديدات.
لقد لفتُ انتباهك وأنك أفطن من أن تحتاج لنصحي , وحذرتك من المّداحين والذين تشهد ضدهم تصريحاتهم المتعددة حول كونك رجل الإصلاح , لكن في ليلة وضحاها استلوا سيوفهم وشحذوا خناجرهم وأطلقوا ألسنتهم للتكسب الشعبوي ورسم البطولات على ظهرك حينما اختلفت معهم, في ثلاث سنوات يريد البعض منك أن تصلح ما أفسده الدهر , وإن كل تلك التراكمات بسببك.
سبحان الله !! وأنك غير قادر على إدارة الأزمات , واجهت الكويت وهي وفق المعادلات السياسية كما مر على من سبقنا من دول العالم أخذت عشرات السنين حتى ترى نور الإصلاح , والبعض يريد منك الإصلاح في سنتين !! ومما زاد الطين بله أن البعض حمل الفساد المستشري في وزارات الدولة بسبب حكومتك !! أقول لك يا سمو الرئيس وبكل صدق وبعيدا عن المجاملات الباردة , أنت أعطيت نموذجا جديدا لرئيس حكومة يؤمن بالديمقراطية , ويحترم الرأي الآخر.
فأرجوا أن تتوقف هذه السياسة منك , حَمّر العين , واتخذ قرارك وواجه هؤلاء البعض الانتهازي , الوصولي , حتى لو تكالبوا عليك , فصدقني الشعب الكويتي معك , ويحبك , ويعتقد فيك وفي امكانياتك.
بالأمس قبلت حكومتك تغيير الدوائر فظن البعض أن ذلك القبول خوفا منك للاستجواب الذي قدمه بعض النواب وأن الغائك لشركة أمانة ناتج عن التهديد بالاستجواب, وتوقيف داو كيميكال أيضا عزز هذا الاعتقاد.
أنا أتمنى عليك دولة الرئيس أن تغير سلوك السياسي مع هذه الفئات لأنك تعامل أفرادا أكاد أجزم أخذتهم نشوة السلطة وحب الشعوبية والظهور والتكسب النيابي والسياسي , وخاصة أن البعض أدرك أنه قد ذهب بريقه فهؤلاء يدركون جيدا أن الأزمات القادمة تعني حل المجلس وتعليق الدستور ومع ذلك هناك إصرار على التأزيم!! لقد أسقطوا الأقنعة وكشفوا العورات وتمادوا في التعسف باستخدام الأدوات الدستورية حتى كفر أغلب الشعب الكويتي بالديمقراطية , وجعلوها علة العلل وهي السبب والحال الداء والبلاء في تلك الجهات وليس في الديمقراطية والمجلس نفسه.
أعتقد سمو الرئيس أنك دخلت قلوب أهل الكويت , وعقولهم, وأقنعتنا بمدى حبك للكويت , وطاعتك لسمو الأمير وصدقك في تبني المنهج الديمقراطي كسياسية حكم في البلاد.
أنت أول من غير الدوائر, وأدخل امرأتين, وأدخل الأحزاب والتيارات في حكومته وأشرك أغلب شرائح المجتمع من بدو وحضر وشيعة وسنة وعوائل ومناطق داخلية وخارجية , أنت استطعت أن تقف أمام أصحاب النفوذ السياسي والمالي , فنحن نعلم المشاريع الضخمة إيقافها يعني تحدي إرادة قوية فاعلة , مؤثرة , ضاغطة جدا في المجتمع , وإن دل شي على اتخاذك قرار الإيقاف فهو دليل واضح على ارادتك القوية في الإصلاح وقدرتك على انتخاب الإصلاح للبلاد , وإن كان مرا وينعكس أثره السلبي عليك , كما وقع ونعيشه ونسمعه ونقرأه في تصريحات من يصطاد في الماء العكر , ويتحين فرصة الانقضاض عليك.
دولة الرئيس : أكتب لك وأنا بعيد عن الوطن بجسدي , قريب له بقلبي وروحي وعقلي , متمنيا عليك تغيير منهجك في التعامل مع هذه الفئات , فالشعب الكويتي أدرك مواطن الخلل , وعرف من يضع العصاة في دولاب الاصلاح , ومن وراء التأزمات المتكررة ومحاولات النيل من شخصك الكريم.
أنت شيخ يا دولة الرئيس بكل ما تعني هذه الكلمة , مهما حاول البعض الانتقاص من شخصك الكريم.
حفظك الله خادما للكويت,وحفظ سمو الأمير, وولي العهد , وأهل الكويت, ورحم شهدائنا الأبرار والحمد الله رب العالمين.

النائب / حسين القلاف