انطلاق السباق الانتخابي لمنصب مدير عام اليونسكو

عربي و دولي

364 مشاهدات 0


ينتخب المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في اكتوبر المقبل مديرا جديدا للمنظمة وسط تنافس محموم بين تسعة مرشحين لهذا المنصب الذي سيشغله الفائز مدة اربع سنوات خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا التي تنتهي فترة ولايتها في 14 نوفمبر.
ويتنافس على الفوز بشغل المنصب الرفيع الدكتور حمد الكواري من قطر ومشيرة خطاب من مصر والدكتور صالح الحسناوي من العراق وفيرا خوري من لبنان الى جانب تسينغ تانغ من الصين وأودري أزولاي من فرنسا وبولاد بولبلوجى من أذربيجان وفام سان تشو من فيتنام وجان ألفونسو فونتيس من غواتيمالا.
وقلبت فرنسا موازين الترشيحات للفوز بمنصب المدير العام لليونسكو بعد ان دفعت بمرشحتها وزيرة الثقافة في اللحظات الاخيرة من إغلاق باب الترشح.
واثارت فرنسا بذلك صدمة وموجة انتقادات واسعة بعدما فاجأت الجميع بطرح اسم وزيرة الثقافة ليغلق باب الترشيح على تسعة مرشحين بينهم أربعة مرشحين عرب.
ومن المقرر ان تجرى الانتخابات فى أكتوبر المقبل بحضور أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو البالغ عددهم 58 دولة لهم حق التصويت فى الانتخابات فيما سيتم اعتماد نتيجة الانتخابات فى المؤتمر العام للمنظمة فى نوفمبر حيث سيتولى الفائز المسؤولية في 15 نوفمبر المقبل.
ويضم المجلس سبع دول عربية هي مصر ولبنان والسودان والمغرب والجزائر وقطر وسلطنة عمان.
ويتعين على الدول العربية مراجعة حساباتها في مواجهة مرشحة فرنسا التي تتمتع بنفوذ قوي داخل اليونسكو باعتبارها دولة مقر ومحاولة الابتعاد عن شبح تشتيت الأصوات وتعزيز فرص الدول العربية بالفوز برئاسة المنظمة التابعة للأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى اليونسكو الدكتور مشعل حيات لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان وجود أربعة مرشحين عرب سيعمل على تقليص فرص انتخاب أحدهم لهذا المنصب حيث ستتشتت الأصوات التي كانت من المفترض ان تنصب على مرشح واحد فقط.
وأوضح أن المجلس التنفيذي للمنظمة سيختار أحد المرشحين في اقتراع سري خلال الدورة ال 202 التي ستعقد في شهر أكتوبر المقبل وبمشاركة سبع دول عربية هي مصر وقطر ولبنان والمغرب والجزائر وسلطنة عمان والسودان.
وذكر ان المرشحين التسعة التقوا في ابريل الماضي أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة وطرحوا رؤاهم وخططهم ومقترحاتهم لقيادة اليونسكو خلال الفترة المقبلة مؤكدا ان جميع المرشحين يتمتعون بصفات تؤهلهم لشغل هذا المنصب.
وحول أبرز المرشحين للفوز بمنصب المدير العام لليونسكو قال الدكتور مشعل حيات ان هناك فرصا متساوية لعدد من المرشحين بينهم الصيني نانغ الذي يمتلك خبرة قيادية وكفاءة عالية فضلا عن بلاده التي ترتبط بعلاقات متميزة مع معظم الدول النامية لاسيما الأفريقية والأمريكية اللاتينية الى جانب كونها أحد مؤسسي (منظمة شنغهاي للتعاون) مما يؤمن لها دعما آسيويا.
وأضاف ان مرشح قطر يتمتع هو الاخر بحظوظ جيدة نظرا لخبرته الدولية والجهود الحثيثة والمتواصلة التي بذلها اخيرا في إطار حملته الانتخابية على الصعيد الدولي.
وعن المرشحة الفرنسية اكد المندوب الدائم لدولة الكويت أن 'العرف المتبع في الأمم المتحدة ووكالاتها يقضي بألا تتقدم دولة المقر بمرشح لها لقيادة وكالة اممية موجودة على أراضيها لذا كان على فرنسا الا تقدم على تلك الخطوة التي لاقت انتقادات واسعة وجاءت من دون تنسيق مسبق مع الدول الكبرى داخل المنظمة'.
يذكر ان البلغارية بوكوفا هي المدير العاشر للمنظمة وأول امرأة تشغل هذا المنصب بعد ان تفوقت في انتخابات عام 2009 على وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني بفارق ثلاثة أصوات فقط بسبب تشتت اصوات العرب بينه وبين الدبلوماسي الجزائري محمد بيجاوي ليخرج من هذا السباق الانتخابي بعدما كان على بعد خطوات من بلوغه.
وينتخب اعضاء المجلس التنفيذي المدير العام لليونسكو لولاية أربع سنوات ويمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية مرة واحدة فقط.
وعلى الرغم من قدم الوجود العربي داخل المنظمة فان محاولات الوصول الى الرئاسة لاحت في الأفق مع انتخابات عام 1999 حين اصطدم المرشح المصري الدكتور إسماعيل سراج الدين بالأديب والدبلوماسي السعودي الراحل غازي القصيبي ليفتحا المجال امام الياباني كوشيرو ماتسورا للفوز برئاسة اليونسكو.
ومع غياب التنسيق العربي استمر الاخفاق في الوصول الى رئاسة المنظمة الاممية حيث كان اخرها انتخابات عام 2013 عندما نجحت البلغارية بوكوفا في توظيف عدم التنسيق العربي للفوز بفترة ثانية بعد تخطيها للجيبوتي رشاد فارح واللبناني جوزيف مايلا.
يذكر ان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) انشئت عام 1946 كنتيجة لمقررات المؤتمر الذي عقدته الأمم المتحدة في لندن أعقاب الحرب العالمية الثانية.
ووقعت 37 دولة على الميثاق التأسيسي بعد أن صدقت عليه 20 دولة منها ثلاث دول عربية هي مصر ولبنان والمملكة العربية السعودية.
وتضم المنظمة 195 دولة عضوا وتهدف إلى المساهمة في إحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك