لحظات عادية في حياة الإنسان تتحول أحيانا إلى جحيم !!

محليات وبرلمان

1360 مشاهدات 0


ما هي إلا دقائق قليلة تعبر عن غضب أو فرح أو تسلية  للإنسان ومن معه، تتحول بعدها هذه المشاعر الإنسانية إلى جريمة لايتوقعها الإنسان، وعندما نستمع لوقع مثل هذه الجرائم تتجه توقعاتنا لأسباب هي أقرب لعقولنا وهي مثلا المخدرات أوالسرقة أوالانحراف بأنواعه، لكن عندما نعلم أن الغضب أو العبث أوالحزن الشديد من دفعت هذا الشخص لأن لايتمالك نفسه، ويتحول إلى قاتل ومجرم، رغم أنه قبل هذه اللحظات التي انتابته كان شخصا عاديا و طبيعيا وربما مثاليا،  فتزيد دهشتنا أكثر حول المواقف التي تحدث وتبقى الألسن تناقش وتبحث عن السبب الحقيقي وراء ما حدث !!
بإمكان أي شخص عادي أن يكون أحد الأطراف التي تحدث بها هذه المواقف، وقد امتلأت صحفنا اليومية بالجرائم التي تحمل في طياتها الكثير من الأسباب التي تدفع بنا للتفكر والإمعان جيدا بها، وكيف وصل الإنسان لهذه المرحلة من حياته، رغم أنه كان إنسانا طبيعيا، لكن هناك أمرا ما حول حياته إلى جحيم، و الأمثلة على ذلك كثيرة، فنجد هذا الرجل قد أهينت رجولته من امرأة فتجده يقوم بخنقها كي تموت نتيجة الغضب العارم الذي انتابه بلحظتها، ففضل أن يقتلها كي يطفي غضبه ويسعد الشيطان بعمله، وبعدها يلاقي نفس الحكم بالإعدام والموت والذي اختاره مسبقا لحظة غضب.
وآخر بعمر الزهور يجلس مع زملائه بديوانية المنزل، ليقوموا بتصوير لقطات عبر هواتفهم من خلال حملهم للسلاح الذي وجد بمنزل أحدهم، ليسعدوا بلحظات ممتعة ويتذكروها مدى الحياة مثلما حدث مؤخرا، لكنها تحولت إلى مشاهد مرعبة بعد انطلاق رصاصة غير متوقعة في جسد أحدهم ليموت بعدها، وهناك من يجلس من زملائه ينظف سلاحه أو يداعبهم به فتنطلق منه طلقة تستقر بجسد أحدهم، وهناك من يفقد أعصابه عندما يشاهد شيئ ما لايعجبه،  وتبقى تلك اللحظات من أسوأها بحياة هؤلاء المراهقين وأحيانا بالغين، ففقد الأعصاب والمداعبات لاترتبط بأعمار معينه.
كما نقرأ بدهشة عن انتقام رجل من زوجته أو العكس رغم وجود الأطفال و مرور سنوات على زواجهم، لكن لحظات حزن و غضب تراكمت و في لحظات بسيطة تحولت هذه السنوات التي جمعت بينهما إلى فراق من خلال موت الزوج أو الزوجة، لتبدأ الألسن تضع الأسباب الكثيرة حولها، إلا أنها كلها تتعلق بجوانب كثيرة من حياتنا لابد أن يدقق بها  الإنسان و يتفكر، ولا يستغرب أن يكون هو أحد الذي تحدث له هذه المواقف الغير متوقع حدوثها أبدا في ذهن أي منا، سواء لحظات حزن أو غضب أو تسلية وعبث لتصبح جريمة  قد تنهي على ما تبقى من حياة الفرد.
لابد أن نقوي جوانب معينة من حياتنا كالوازع الديني ونقوي روابط العلاقات الأسرية فيما بين الأفراد، كي تكون حصنا واقيا للأفراد كبيرهم و صغيرهم، التي يحاول الشيطان أن يدخل لأي ثقب بسيط  من خلاله، ولا نجعله  أن يصبح لنا شريكا حتى بهذه اللحظات، كي لا يدفع بنا للأسوأ ويذهب مبتسما بعد أن أتم مهمته  ليبحث عن هدف آخر.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب'.
 
الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك