عدنان فزرات يكتب .. الإيمان المفاجئ..!

زاوية الكتاب

كتب 592 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

الإيمان المفاجئ..!

عدنان فرزات

 

تحول غريب طرأ على ملامح سيف الإسلام القذافي بعد أن انتشرت صوره مؤخراً بسبب ما تردد عن إطلاق سراحه. هذا التحول ربما لم يلحظه أحد ويتمثل في ظهور علامة سجود خفيفة على جبهته.

نعلم أن الله يغفر لمن يشاء، وأن ما في القلوب يحاسب عليه الله تعالى لا نحن البشر، ولكن هناك أمور دنيوية تفتح أبواب التساؤلات. مثلاً، لماذا هؤلاء الذين كانوا غارقين في مباهج السلطة يعرفون الله في الضراء لا في السراء؟ ومنهم صدام حسين الذي ظهر في محاكماته حاملاً نسخة من المصحف الشريف، في الوقت الذي تسرب فيه فيديو إبان حكمه يظهر فيه وهو يؤنب أحد المسؤولين في عهده لأنه يصلي. ظهر في الفيديو عزت الدوري وهو يوشي بالمسؤول أنه رآه يصلي، فيسأله صدام عن صحة هذه المعلومة، فيرد المسؤول مرتبكاً بأنه نوع من الولاء لله، فيجيبه صدام بوقاحة بأن الولاء يكون للحزب.

سيف الإسلام القذافي أثناء رخاء السلطة التي عاشها بالطول والعرض، دفع مليون دولار للمطربة ماريا كيري لتغني له في جزر الكاريبي، ثم أعلنت كاري ندمها بعد سقوط القذافي وقالت: «ستستمر في تخصيص عوائد أغنيتها «سايف ذا داي» لمصلحة الجمعيات التي تعنى بحقوق الإنسان».

 

نحن لا نريد استذكار حياة الترف التي عاشها سيف الإسلام وكان أمامه متسع من الوقت ليعرف الله ويتقيه في الشعب الليبي الذي استولى على أمواله وكاد أن يهرب بها إلى دولة أفريقية قبل الإمساك به على الحدود، ولكنه تذكير للشعوب العربية التي تسيّرها عاطفتها لا عقولها، فينسون ما فعله بهم هؤلاء الأشخاص قبل التحول المفاجئ. ينسون السجون والمعتقلات، وينسون التعذيب والحرق بالأسيد، ويغيب عن أذهانهم أن أبناء هؤلاء المسؤولين كانوا يهددون خلق الله ويتاجرون بأقواتهم. المشكلة الوحيدة هي أن الأشخاص الذين جاؤوا بعد هؤلاء إلى الحكم لم يكونا بأفضل حال من سابقيهم، لذلك تصبح المقارنة لمصلحتهم.

يروي لي أحد المتظاهرين في دولة عربية بأنه نزل إلى الشارع للمطالبة بإصلاح الوضع الاقتصادي والتعليم، وعندما حدثت فوضى في الشارع، اقتحم مجموعة من المتظاهرين مخفراً للشرطة، وسرقوا منه «بانجو» كانت الشرطة قد صادرتها في وقت سابق.

هؤلاء الزعماء المتحولون – بعد ورطة – فجأة من أقصى الترف واللهو إلى الزهد والورع وتظهر على جباههم آثار السجود، يشبهون طلبة الثانوية العامة الذين يمضون أيامهم باللعب على «البلاي ستيشن»، ثم قبل الامتحانات بيومين يواظبون على الصلاة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك