هنية: غزة اليوم أفضل ..ومستعد للتفاوض مع عباس

غزة (رويترز) - حثت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وسائل الاعلام العالمية على نشر ما وصفه زعماؤها بأنه معاناة أهالي قطاع غزة تحت الحصار الدولي بعد جولة نظمتها الحركة للصحفيين بهدف اظهار أنها حققت السلام في القطاع. وقال اسماعيل هنية الذي ما زال يصف نفسه بأنه رئيس الوزراء الفلسطيني لعشرات الصحفيين والمراسلين الاجانب ان غزة اليوم أفضل. وشارك هؤلاء الصحفيون في جولة بحافلة في القطاع الساحلي زاروا خلالها سجنا وكنيسة ومواقع حدودية ومنشآت أمنية. لكن هنية أضاف أن الحصار الخانق ترك اثارا سلبية للغاية على غزة معربا عن أمله في أن ينقل المراسلون حقيقة المعاناة التي رأوها بأعينهم للعالم. جاءت تصريحات هنية قبل يومين من جولة جديدة تقوم بها وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في اسرائيل والضفة الغربية في اطار جهود دبلوماسية ترمي الى دفع عملية السلام. ومنذ أن تغلب مقاتلو حماس الشهر الماضي على قوات حركة فتح الموالية للرئيس محمود عباس أحكمت اسرائيل ومصر اغلاق حدود غزة بصورة تمنع مرور أي بضائع باستثناء المواد الانسانية الاساسية. وعزلت اسرائيل وحلفاؤها الذين يربطون بين حماس والتفجيرات الانتحارية والهجمات الصاروخية ضد الدولة اليهودية الحركة الاسلامية لرفضها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل. وأقال عباس هنية وشكل حكومة جديدة في الضفة الغربية مما أدى الى رفع الحصار الاسرائيلي والغربي هناك. وفي غزة أدى انتهاء الاقتتال الذي استمر شهورا بين فتح وحماس الى نوع من الهدوء في القطاع الذي يسكنه 1.5 مليون نسمة. والى جانب أجواء الهدوء جاءت عملية تحرير صحفي بريطاني بعد احتجازه رهينة لمدة شهور ليشهد القطاع عودة الكثير من المراسلين الاجانب للعمل فيه. وعلى الرغم من استمرار وصول الامدادات الغذائية وامدادات الوقود تحذر الامم المتحدة من كارثة تلوح في الافق بعد أن أدى الحصار التجاري الى اغلاق مشروعات وزيادة الاعتماد على المساعدات. وبينما كانت الحافلات تجوب شوارع غزة تطرق مسؤول من حماس قام بدور المرشد في هذه الجولة صراحة الى الغرض الذي تم من أجله تنظيمها قائلا 'يمكنكم أن تروا الان أن غزة أكثر هدوءا .. كل مكان في غزة تحت السيطرة. الجميع يحاول الترحيب بكم. يمكنكم الذهاب الى أي مكان.' وزار الصحفيون خلال الجولة سجنا كان يحتجز فيه في السابق سجناء سياسيون من حماس أما الان فيقول مسؤولون من الحركة انه لا يضم سوى المجرمين العاديين الذي تحدثوا بدورهم عن حسن المعاملة التي يلقونها. وقال أحدهم انه يقضي عقوبة حبس لمدة ستة أشهر بسبب جرائم مخدرات لكنه توقع تخفيف العقوبة لتعلمه تلاوة القرآن. وأكد قائد قوة حماس التنفيذية التي تضطلع بمهام الامن في القطاع للصحفيين خلال زيارتهم للسجن أنه لا يحتجز أي سجناء سياسيين. وقال نائب رئيس البرلمان الفلسطيني وهو قيادي في حماس ان هناك حرصا على حقوق الانسان وأدان قيام مسؤولين في غزة بمصادرة صحف من الضفة الغربية لفترة قصيرة في وقت سابق يوم الاثنين. وأبلغ القس مانويل مسلم الصحفيين في كنيسته أن حماس 'ليست حركة دينية' تعادي الاقلية المسيحية لكنها 'حركة سياسية' تكرس نفسها لخدمة الشعب الفلسطيني. وأضاف أنه من أقرب أصدقاء اسماعيل هنية. أما هنية نفسه فقد أصر وهو يقدم للصحفيين طعام الغداء على أنه لا يقوم بدعاية وانما يحاول موازنة انتقادات معارضيه الذين يتهمون حماس باعتقال عشرات من نشطاء فتح بعد معارك شهر يونيو حزيران. وقال ان هذه الجولة لا تستهدف العلاقات العامة ولكنها تهدف لنقل الحقيقة. واعترف بأنه ربما كانت هناك بعض الاخطاء لكنه أكد أن هذه الاخطاء قليلة للغاية وانه سيتم ملاحقتها في اطار القانون. وأكد مجددا استعداده للتفاوض مع عباس. وأنحى باللائمة على الهجمات الاسرائيلية فيما يتعلق باستمرار اطلاق الصواريخ قائلا انه ما زال يعرض على اسرائيل هدنة شاملة متبادلة.