تضليل الرأي العام بمسرحية جديدة!
زاوية الكتابيكتب عنها عبدالله العذبة، مستذكرا أمير البلاد: بلسم جراح خليجنا ورجل إطفاء المنطقة
كتب مايو 30, 2017, 5:56 ص 3442 مشاهدات 0
إنهم يحاولون تضليل الرأي العام الخليجي بمسرحية جديدة!
بعد فشل تصديق المسرحية التي نسجوا فصولها من التصريحات المزعومة بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية «قنا»، بحث أصحاب القلوب الحاقدة على قطر ودورها، عن وسيلة جديدة لتضليل الرأي العام الخليجي وإخفاء الحقائق عنه، وإلهائه بقضايا هامشية بعيداً عن القضايا المصيرية، فاتجهوا إلى السياسة الخارجية لدولة قطر، في محاولة يائسة جديدة للنيل من الرصيد الكبير الذي تشغله مواقف قطر الداعمة لقضايا الأمة، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، مروراً بدعم الشعوب المقهورة في سوريا والعراق واليمن وغيرها.
حاول الحاقدون إخراج مواقف من سياقها، وتفريغ خطابات من مضمونها، وعبارات من معناها، ليتهموا قطر بالتعاون مع إيران، على حساب بيتها الخليجي.
لقد تناسى هؤلاء عن عمد أحياناً، وجهل أحياناً أخرى الوقائع التالية:
أولاً: أنه لا يحق لأحد أن يتدخل في السياسة الخارجية أو الشؤون الداخلية لبلد آخر، ومن هذا المنطلق فإن دولة قطر تؤكد مراراً أن قراراتها مستمدة من مصالح شعبها وأمنه، وبما لا يتعارض مع مصالح وأمن الشعوب الشقيقة بالمنطقة، التي يعلم الجميع أن قطر تتعامل معها على أساس أنها شعب واحد تجمعه وشائج القربى والمصاهرة، ولا تفرق وقت الشدة قبل وقت الفرح بين الجنسية القطرية وغيرها من جنسيات الأشقاء في دول مجلس التعاون، وكلنا رأينا ما أثمرته جهود حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله- بإطلاق سراح المختطفين السعوديين، حين استقبلهم أبو حمد في المطار مع أشقائهم القطريين.
ثانياً: أن أكثر دولة ضحت في مواجهة إيران داخل سوريا والعراق، هي قطر، وكان من ضمن التضحيات اختطاف مواطنيها في العراق بقصد تغيير سياستها المناصرة للشعب السوري الشقيق، في الوقت الذي يتداخل فيه اقتصاد دول أخرى بالخليج مع إيران، وتكشف الأرقام المجردة أن مدناً أخرى بالمنطقة هي الأكثر جذباً للإيرانيين ويتواجدون فيها بأعداد تتجاوز النصف مليون مقيم، ناهيك عن سياحها.
ثالثاً: أن تبادل التهاني بشهر رمضان المبارك بين صاحب السمو والرئيس الإيراني حسن روحاني أمر روتيني يحدث كل سنة، يحدث مع روحاني وغيره من حكام الدول الإسلامية، فضلاً عن أن تهنئة روحاني أو غيره من الرؤساء بفوزهم في انتخابات، أو في المناسبات الوطنية لبلادهم، هو أيضاً أمر بروتوكولي بين قادة الدول عبر العالم، سواء اتفقت سياساتهم أم اختلفت.
رابعاً: تناسى الحاقدون الساعون إلى الفتنة، أن صاحب السمو الأمير المفدى أبلغ وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في أول زيارة له إلى الدوحة أنه لا يوجد خلاف ثنائي بين البلدين، ولكنه خلاف واضح وعلني مع إيران في سوريا أساساً، وغيرها من دول المنطقة.
خامساً: أن خطاب صاحب السمو أمام الأمم المتحدة، الذي يقتطعون أجزاء منه، بشأن أن الحوار هو الأساس لحل أي خلاف بين المنظومة الخليجية وإيران، هو خطاب مستمد من رؤية قطر الثابتة بأن طاولة التفاوض كفيلة بحل أي خلاف، وأن حوار الكلمات أجدى وأهم وأكثر نفعاً من حوار الرصاص، وهذه الرؤية الواقعية هي التي جعلت من دولة قطر وسيطاً نزيهاً ومقبولاً من كل الفرقاء في مختلف بؤر التوتر، وحققت فيها الدبلوماسية القطرية نجاحات يشهد بها القاصي والداني.
سادساً: أن إيران ستظل بحكم التاريخ والجغرافيا جاراً للعرب في الخليج العربي، وأنه لا أحد يستطيع بحملة إعلامية أو بحرب كونية أن يمحوها من الخريطة، مثلما لن تستطيع هي بكل ما تسعى إليه من امتلاك أسلحة أن تزيل جيرانها العرب من ديارهم أو تسيطر عليهم.
سابعاً: وهنا النقطة المفصلية، أن الإعلام الإيراني يهاجم قطر بوصفها دولة وهابية تدعم «الإرهاب» تماماً مثل السعودية من وجهة النظر الإيرانية.
ما عرضته سابقاً من نقاط هو لتذكير العقلاء في المنطقة أن المستفيد الوحيد من هذه الفتنة هم أعداؤنا، وكم كان مضحكاً مبكياً أن وسائل إعلام إيرانية علقت على الأحداث الراهنة بأنها «معركة وهابية - وهابية».
سيظل خليجنا واحداً، وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد –حفظه الله- يتميز بالحكمة وسيفوت الفرصة على من يحاولون شيطنة قطر وتشويهها، وسنظل في دول التعاون، الذي تقوده المملكة العربية السعودية بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -سلمه الله- شعباً واحداً، وسيبقى الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الشقيقة الكويت بلسم جراح خليجنا، ورجل إطفاء المنطقة ولو كره الحاقدون.
وعلى الخير والمحبة نلتقي يا إخوان.
عبدالله بن حمد العذبة
رئيس تحرير جريدة العرب- قطر
تعليقات