الصوم فرصة مناسبة للاختلاء بالنفس وتطبيق أي أمر كان العام كله بصخبه عائقاً أمام تحقيقه.. كما يرى محمد المطني

النهار

نقش-فرصة رمضان

محمد المطني

 

في رمضان تنتشر حالة غير عادية من الهدوء والسكينة، يأتينا الشهر الكريم كماء يطفئ نيران أحقادنا وخلافاتنا أو لنقل يؤجلها قليلاً بواسطة سر لا نعرف كنهه ولا طريقة عمله لكننا متأكدون أنه يعمل، ففلسفة الصوم ليست في الامتناع عن الطعام والشراب فقط بل هي مثال واضح لقدرة الانسان على الاستغناء والعيش البسيط العملي وعلى امكانية اكتساب أو ترك ما يريد ولوحده ودون أي مساعدة.

متى ما استطعت مقاومة أهم أسباب استمرار وجودك وهما الطعام والشراب فأنت تستطيع أن تقاوم وتستغني عن أي شيء آخر، وعملية الاستغناء هذه هي أهم ما يميز الشخصية القنوعة التي تعتبر كل الكماليات والاضافات مجرد اضافات لا تقدم ولا تؤخر ولا توقف الحياة.

الصوم فرصة مناسبة جداً للاختلاء بالنفس وتطبيق أي أمر كان العام كله بصخبه عائقاً أمام تحقيقه، فترة الفطر قصيرة في أيام الصيف وتتطلب تخطيطاً مناسباً لتمضيتها بين الفطور والزيارات العائلية والاجتماعية وبين ممارستك لحياتك الطبيعية وفترة الصوم رغم طولها فانها الاختبار الحقيقي لتطبيق كل ما تريد.

رمضان رغم مشقته له طعم آخر وأكاد أجزم أن الإنسان الذي يستطيع منع نفسه من الطعام والشراب طول هذه الفترة وبهذا التكرار يستطيع اكتساب أي عادة أو أمر يحبه ويستطيع ترك وابعاد أي خصلة أو أمر يكرهه. تفاءلوا.