فيلبس (الأسطورة الأولمبية) يتعاطى المخدرات

رياضة

الإتحاد الأمريكي للسباحة أوقفه ثلاثة شهور وقطع عنه الدعم المادي

1372 مشاهدات 0


في توقيت حساس جداً تعرض السباح الأولمبي والعالمي الأميركي مايكل فيلبس لعقوبة بعد تصرف 'صبياني'، يؤشر إلى الضغط الذي يعاني منه النجوم الكبار 'الإستثنائيون'، فيقعون في التجربة على غرار الأشخاص العاديين.

ويفسر البعض 'سقوطهم'، متنفساً أو هروباً لبرهة من حال روتين التدريب والابتعاد عن مباهج الحياة بالتركيز الدائم على المنافسة وتعزيز الأرقام.
 
و'الهروب الأخير' لفيلبس (23 سنة) نجم أحواض دورة بكين الأولمبية، حيث سجل سابقة تاريخية تمثلت بحصده ثماني ميداليات ذهبية وتسجيله سبعة أرقام قياسية، كان يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلال حفلة أقامها طلاب في جامعة كارولينا الجنوبية (كولومبيا). وكشف النقاب عنه الأحد الماضي إذ نشرت صحيفة 'نيوز أوف ذي وورلد' البريطانية الواسعة الانتشار صورة له وهو يتعاطى حشيشة الكيف. فسارع إلى الاعتذار وأصدر بياناً جاء فيه: 'سلوكي كان مؤسفاً وارتكبت خطأ في التقدير، وأعد مشجعي والجمهور بأن ذلك لن يتكرر'.
 
كذلك أصدر مدرب البطل بوب بومان بياناً جاء فيه أن 'مايكل يأسف لتصرفه وأنا واثق من أنه سيستخلص العبر من هذا الاختبار... أنا سعيد بعودته إلى التدريب'.
 
وأعرب الاتحاد الأميركي للسباحة عن خيبته من تصرف مايكل (حامل 16 ميدالية أولمبية في دورتين بينها 14 ذهبية). وأضاف في بيان: 'إن أبطالنا الأولمبيين هم نماذج يثيرون إعجاب أشخاص من مختلف الأعمار خصوصاً الرياضيين الشباب... إلا أننا ندرك أن أحداً ليس كاملاً. نأمل في أن يستطيع مايكل استخلاص العبر والسير في الاتجاه الصحيح'.
 
ورأت اللجنة الأولمبية الأميركية، التي اختارت السباح 'رياضي سنة 2008'، أن 'مايكل، الذي هو قدوة للآخرين، وخصوصاً للشباب... لم يضطلع ويا للأسف بهذا الدور'.
 
وأضافت: 'لقد اعترف بأنه ارتكب خطأ واعتذر عن تصرفه. نحن على ثقة من أنه سيظهر مستقبلاً بالمظهر الذي يمكن توقعه من بطل أولمبي كبير'.
 
أما اللجنة الأولمبية الدولية، فقد صرحت الناطقة باسمها إيمانويل مورو بأن 'مايكل فيلبس هو بطل أولمبي كبير. لقد اعتذر عن سلوكه غير المناسب'.
 
ويشار إلى أن تعاطي القنب خارج المسابقات لا يمثل انتهاكاً للقانون العالمي لمكافحة المنشطات. لكن ظهور هذه المادة في التحليل خلال المسابقات يمكن أن يطلق عملية تنتهي باتخاذ عقوبة.
 
وأول من أمس، أوقف الاتحاد الأميركي للسباحة فيلبس ثلاثة أشهر، تنبيها له كونه يمثل قدوة للرياضيين الصاعدين، ويعاقب فيلبس 'بحسب قانون السلوك' من خلال سحب الدعم المادي الذي كان يحصل عليه ومنعه من المشاركة في أي منافسات خلال ثلاثة أشهر.

وما تقدم، يختلف عن الصورة الزاهية التي بدا فيها فيلبس قبل عشرة أيام حين حل ومواطنه 'الأسطورة' العداء كارل لويس ضيفين على منتدى التنافسية الدولي في الرياض، وشاركا في جلسة عمل إلى جوار رئيس شركة 'رايت تو بلاي' الدكتور يوهان كوس، ورئيس مجلس إدارة الأولمبياد الخاص تيموثي شرايفر.
 
وتمحور الحديث عن الاستفادة من الرياضة في زيادة الازدهار والإخاء، والدور الذي تلعبه في أن تكون منتجاً فعالاً في المبادرات الصحية وعلى مستوى الدولة، وتأثير القدوة الرياضية في المجتمع، وكيف يتعامل الرياضيون مع مسؤولياتهم كأبطال جماهيريين.
 
وأشار فيلبس إلى أن بدايته كانت بدعم من والدته ديبورا التي ساندته كثيراً وأحبت أن يبدع في الماء. وقال: 'كان لدي حلم، وقلت لن أدع أي شخص يحطمه، كنت أريد أن أكون الأول، وقمت أنا ومدربي بالعمل معاً لإنشاء مركز للسباحة من أجل دمج الناس والتعامل معهم'.
 
وأعلن فيلبس أن لديه 'الكثير من الأهداف في الوقت الحاضر، بعضها داخل أحواض السباحة وبعضها خارجها'.
 
واعترف أنه لم يكن مميزاً في المدرسة 'كان المدرسون يقولون لي إنني لن أنجح في أي شيء. كنت لا أستطيع الجلوس من دون حركة. ووجدت في الملاحظات السلبية حافزاً لي، إذ قلت لنفسي أنني سأجد أمراً أركز عليه، وسأريهم أنني أستطيع أن أنجح'.
 
وعودة فيلبس إلى الأحواض بعد انقطاع خمسة أشهر، ترافقت وإعلانه أنه لن يدافع عن ذهبياته الثماني في 'لندن 2012'، معتبراً أن قراره سيجعله يشارك في 'لندن 2012' وهو يشعر باللذة بعيداً عن الضغط النفسي الذي رافقه في بكين.
 
وتابع 'عندما تخوض سباقات كثيرة، كل ما تقوم به هو الأكل والنوم والسباحة لفترة طويلة، لقد آن الأوان لتغيير نمط حياتي بعض الشيء'.
 
والمدرب بومان كشف قبل شهرين أنه لا يعقد آمالاً كبيرة على نتائج فيلبس في سنة 2009، حيث 'سينصب التركيز على سباقات السرعة (100م حرة،100م ظهراً و100م فراشة) التي يحقق فيها فارق التفوق الأقل على منافسيه. وفي ضوء نتائج بطولتي الولايات المتحدة والعالم سنطلق برنامج إعداد خاص في الخريف للمرحلة المقبلة، ليصبح مايكل سباح سرعة'.
 
لكن 'التفلت' من النظام الصارم لا يعني الخروج عنه كلياً وتشويه الصورة المثالية. وقد أعادت حفلة جامعة كارولينا الجنوبية إلى الأذهان مخالفة سابقة ارتكبها فيلبس بُعيد دورة 'أثينا 2004'، إذ غرم لقيادته سيارته ثملاً، وقيل حينها أنها نزوة مراهق. لكن كيف يفسر تصرف بطل ناضج في سن الـ 23؟
 
الثروة المتحركة

أضحى فيلبس 'ثروة متحركة' نظراً لتدفق الرعاية التي تريد التوظيف في استثمارٍ مُجدٍ ومضمون، ألا وهو شهرة السباح المتفوق الذي لفت الأنظار منذ ستة أعوام.
 
وأعدت وكالات إعلان وعلاقات عامة برامج مغرية للاستفادة من اسم فيلبس وانتصاراته ليصبح شخصية رياضية معروفة تحظى بشعبية جارفة على غرار نجم الغولف تايغر وودز، ولاعب كرة القدم الإنكليزي دايفيد بيكهام، وأسطورة كرة السلة الأميركية مايكل جوردان.
 
وتوقع خبراء تسويق أن يصبح فيلبس أول رياضي بليونير بحلول سنة 2010. ولفتوا إلى أن مداخيله تقدر حالياً بخمسة ملايين دولار سنوياً، ومرشحة لتتجاوز 30 مليوناً قريباً.
 
وظهرت صورة فيلبس النموذج الفريد من نوعه وليس البطل الأولمبي الفذ. وهي فلسفة تعتمد على 'إبقاء صورة النجم حية في الذاكرة'، ولا ينسى بالتالي مع أفول أخبار الأولمبياد. وهذه الحملات توجه عموماً لإثارة اهتمام الأولاد والمراهقين.
 
احترف فيلبس السباحة في سن الـ 16، وجمع أول مليون دولار في الـ 18. وينشط عبر موقعه الالكتروني في حقل الأعمال الخيرية، من خلال شركات ترعى مالياً مسيرته، ومنها 'سبيدو' و'أوميغا' و 'كيلوغز' وبطاقات الائتمان 'فيزا'، التي أصدرت بمناسبة تحقيقه ذهبيته العاشرة في دورتين أولمبيتين نسخة خاصة حملت اسمه، والتعاون بينهما قائم منذ عام 2002.
 
ويبدو أن تسويق 'الرهان الكبير' الذي ركز على أهمية كسر فيلبس رقم مواطنه مارك سبيتز (7 ذهبيات في دورة ميونيخ 1972) أي حصد 8 ذهبيات في دورة واحدة، كانت وراءه شركات إعلان واستشارات صعدت التحدي وصوبت نحوه منذ 'أثينا 2004'، ثم في بطولة العالم 2008 في ملبورن.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك