اسرائيل لأوباما: لتكبح جماح ايران وإلا

عربي و دولي

955 مشاهدات 0


ستساير اسرائيل الدبلوماسية التي ينتهجها الرئيس الامريكي باراك اوباما مع ايران لكنها ستحاول تقليل المهلة المتاحة للوصول الى نتائج عبر اعلانها عن رغبتها في مهاجمة المواقع النووية الايرانية اذا اقتضت الضرورة ذلك.

ويدلي الاسرائيليون بأصواتهم في الانتخابات التي تجري يوم الثلاثاء ومن المرجح أن يتوجه رئيس وزرائها القادم - ويتصدر السباق الانتخابي اليميني بنيامين نتنياهو - الى واشنطن في غضون بضعة أشهر وأن يلح على اوباما للتمسك بالوعد الذي قطعه اثناء الحملة الانتخابية بعدم السماح لايران بتطوير قنبلة ذرية.

ويقول ارون ديفيد ميلر المفاوض الامريكي السابق بالشرق الاوسط والباحث حاليا بمركز وودرو ويلسون ان الزيارة سيستتبعها 'حوار استراتيجي' مع اوباما.

وقال ميلر 'يجب أن يكون حاسما او ينطوي على تهديد لكنه سيكون جادا للغاية... وتخويف الرئيس بأنه ما لم يحتشد المجتمع الدولي لمعالجة الموقف فسيقوم الاسرائيليون بمعالجته.'

وخلافا لسلفه جورج بوش عرض اوباما اجراء محادثات مباشرة مع طهران. لكنه لم يحدد ملامح سياسته بعد التي يقول مسؤولون انها ما زالت قيد البحث. وقد تحدث عن تشديد العقوبات اذا اقتضت الحاجة ولم يستبعد القيام بعمل عسكري.

ويساور الاسرائيليين القلق من أن المبادرات الدبلوماسية لن تمنح ايران الا مزيدا من الوقت لاستكمال برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يقول الايرانيون انه يهدف الى توليد الكهرباء وليس صناعة القنابل.

ولم تعثر الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ادلة على تصنيع ايران لقنبلة نووية. لكن الغرب يرى أن رفض ايران وقف تخصيب اليورانيوم يعني أنها تضمر شرا وهو نشاط مسموح لها بممارسته حيث انها لم توقع على معاهدة منع الانتشار النووي.

ودعا ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي هذا الاسبوع الى ابرام 'اتفاق استراتيجي' مع واشنطن لضمان أن تكون اي محادثات مع الايرانيين 'قصيرة ويعقبها فرض عقوبات قاسية واستعدادا للتحرك.'

وقال النائب الاسرائيلي وخبير التسلح ايزاك بن اسرائيل ان امام بلاده عاما او نحوه لشن هجوم وقائي على المواقع النووية الايرانية وانها قد تفعل هذا بمفردها حتى ولو أدت هذه الهجمات الى تعطيل وليس تدمير برنامج ايران.

ويرفض المسؤولون الايرانيون احتمال شن اسرائيل المفترض أنها القوة النووية الوحيدة بالشرق الاوسط غارة جوية لكن ايران تقول انها ستثأر من المصالح الاسرائيلية والامريكية اذا هوجمت.

وقال علي اكبر جوانفكر مساعد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لرويترز الاسبوع الماضي 'لا نشعر بقلق بشأن هجوم اسرائيلي' مضيفا أن 'الحكماء' في الولايات المتحدة واوروبا سيكبحون جماح الاسرائيليين.

ومن شأن اي قصف اسرائيلي اثارة مزيد من الفوضى في منطقة الشرق الاوسط وأسواق النفط العالمية مما سيربك الولايات المتحدة وحلفاءها من دول الخليج العربية ويمثل تحديات كبيرة جديدة لمشاركة الولايات المتحدة في العراق وافغانستان.

وقال علي انصاري الباحث الايراني بجامعة سانت اندروز في اسكتلندا ان شن غارة اسرائيلية سيؤدي الى كارثة وان مناقشة هذا تهدف الى تخريب اي حوار بين الولايات المتحدة وايران.

وأضاف 'هذا مستبعد بشكل استثنائي. سيصيب هذا ادارة اوباما بعجز تام.'

لكن اخرين أقل استعدادا لاستبعاده.

ويقول مات فيتزباتريك كبير الباحثين بقسم منع الانتشار في معهد لندن للدراسات الاستراتيجية ان شن اي هجوم اسرائيلي 'احتمال كبير لكنه ليس مرجحا.'

وأضاف أن اسرائيل تركز على فترة قصيرة قبل أن تستطيع ايران انتاج ما يكفي من اليورانيوم منخفض التخصيب لتخزنه سرا لتخصيبه فيما بعد الى مستوى الاسلحة لاستخدامه المحتمل في انتاج قنبلة.

وتابع فيتزباتريك أن 'هذه المرحلة ستكون في الغالب في وقت ما نحو نهاية هذا العام.' وسيكون على اسرائيل حينذاك أن تقيم فعالية شن اي هجوم مقابل العواقب السلبية التي ستتبعه.

وصرح محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن ايران ستحتاج الى ما بين عامين وخمسة أعوام أخرى حتى تصل الى القدرة على انتاج أسلحة نووية مستشهدا بتقديرات وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) ووكالات أمريكية أخرى.

ويرى كثير من المحللين أن اسرائيل لا تستطيع التحرك دون الحصول على الضوء الاخضر من واشنطن خاصة في ظل أن الطريق المباشر الى ايران يقع في المجال الجوي للعراق الذي تديره الولايات المتحدة.

وقال دانييل ليفي كبير الباحثين بمؤسسة نيو امريكا 'أشعر أنه في مسألة كهذه ستنطبق قاعدة اللا مفاجات... ستكون لدى امريكا الفرصة لمنع هذا. وبالتالي لا أظن أنه (الهجوم) وشيك بأي حال من الاحوال.'

واتفق ميلر مع وجهة النظر هذه قائلا 'خوض الاسرائيليين لهذه المسألة وحدهم غير متصور تقريبا.'

وقال فيتزباتريك ان فرصة اوباما في احراز تقدم دبلوماسي مبكر وكف يد اسرائيل افضل من بوش.

وأضاف 'ربما يكون اكثر قدرة على اقناع الدول الاخرى بتشديد العقوبات لان هذا سيتزامن مع التواصل مع ايران.'

وقاومت الصين وروسيا اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) لقرارات مجلس الامن الدولي تشديد العقوبات خاصة بعد أن ذكرت وكالات مخابرات أمريكية في ديسمبر كانون الاول 2007 أنها تعتقد أن ايران أوقفت برنامجها للتسلح النووي في عام 2003.

لكن ميلر قال انه يشك في أن تسفر دبلوماسية اوباما سريعا عن صفقة كبرى مع ايران او تمنعها من تطوير سلاح نووي 'مهما بدت روعة هذا.'

وأضاف 'لن يكون هذا فعالا بالدرجة الكافية لاعاقة تلك المرحلة التي سيعتقد عندها أن الايرانيين تجاوزوا نقطة اللاعودة حتى لو لم يكن هذا حقيقيا.'

وتابع ميلر أن 'الاسرائيليين سيضغطون علينا لضمان الا تصل ايران ابدا الى تلك المرحلة وان لم يحدث هذا فسيبحثون القيام بهجوم عسكري.'

وتطارد محارق النازي الاسرائيليين الذين يشعرون بالقلق من الخطاب الايراني والواقعين في فخ حسابات حب البقاء وليس الاعتبارات الاستراتيجية العالمية لحليفتهم الولايات المتحدة.

وقد عقدوا العزم على الحفاظ على التفوق العسكري الاقليمي الذي ستهدده ايران اذا امتلكت أسلحة نووية.

ويقول محلل يعمل لحساب مؤسسة جانوسيان وهي مؤسسة لاستشارات المخاطر الامنية والسياسية في لندن ان الحملة التي شنتها اسرائيل في الاونة الاخيرة على مقاتلي حركة حماس المدعومين من ايران في قطاع غزة رسالة الى طهران.

وأضاف 'هذا هو الموت والدمار الذي يستطيعون الحاقه بأي أحد يهددهم

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك