عدنان فرزات يكتب.. جميلات السياسيين

القبس

جميلات السياسيين

عدنان فرزات

 

 

غالباً ما تُحدث الزوجات أو البنات الجميلات للزعماء ضجة إعلامية وجماهيرية، وفي أحيان كثيرة يخطفن الأضواء في المناسبات حتى الرسمية، وأحدث هؤلاء الفتيات الجميلات إيفانكا (ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب)، التي أصبح الحديث عن جمالها أكثر من الحديث عن تمثال الحرية، بل إن مواقع التواصل الاجتماعي تضج بالطرف والتعليقات حول جمالها، ومنها صورة لوالدها وهو يحمل ورقة تحمل صورة ابنته على اليسار وعبارة على اليمين مكتوب عليها: «إنها متزوجة».

إيفانكا جميلة منذ طفولتها، أي إنها ليست صناعة عمليات تجميل، بدليل أنها فازت بلقب ملكة جمال المراهقات عام 1997 من خلال شركة يمتلك والدها جزءاً منها، ولكن جمالها لا يحتاج إلى واسطة الأب. ولو كانت الشركة عربية لتدخلت زوجة صاحبة الشركة وفوزت ابنة اختها من أجل العرسان. أو لحصل كما القصة التي تتحدث عن رجل ثري حقق كل أحلامه في الحياة حتى لم يعد لديه جديد يفعله ليطرد الملل الذي حاصره، ففكر أن يصبح رساماً، واستشار صحبه في الأمر، بعد أن رسم أولى لوحاته، ولأنه غني جداً فقد نافقوه ووصفوه بأعظم فنان، وبأن عليه المشاركة في معرض للرسم، ولم يُخيب الرجل نفاقهم فشارك باللوحة في معرض ضخم أقيم في أهم صالات المدينة، وفوجئ الجميع بأن اللوحة حققت أعلى سعر في المعرض، وحصلت على جائزة، فجاء المنافقون يهنئونه نافخين صدورهم بأنهم هم الذين شجعوه. أحدهم قال له: «أرأيت كم كان رأينا سديدا»، قالها وعينه على دفتر الشيكات الذي فوق الطاولة، وبعد أن انتهوا من كلامهم تبسم الرجل الثري وقال لهم: «أنا الذي اشتريت لوحتي وأنا مَن منحها الجائزة».

وأبقى في موضوع جمال بنات الزعماء، فالليدي ديانا، لم تكن جميلة بالمعنى المبهر للكلمة، ولكن كان لها «كاريزما» جذابة، ولأن لا أحد أحسن من أحد، فلدينا نحن أيضاً جيهان السادات كانت من الزوجات الجميلات.

كنتُ في بداية حياتي معجباً بأميرة موناكو كارولين، فشخصيتها تدهشني وهي تمشي كأنها على صفحة ماء مجمد بالمرمر، وفي الوقت نفسه لم تكن شقيقتها ستيفاني تعجبني بتصرفاتها الطائشة، وذات مرة التقيت بسائح فرنسي ورحت أحدثه عن إعجابي بكارولين، فأخبرني لو أنني ذهبت إلى موناكو لتمكنت من رؤيتها ربما في سوق أو مقهى، قلت إن الرجل يهذي، وذلك قياساً على الوضع عندنا آنذاك، حيث المرة الوحيدة التي يتقيد الرجل فيها بغض البصر هي عندما يرى ابنة مسؤول.