الولايات المتحدة لا عهد لها مع صديق.. هكذا يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 657 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات- كغثاء السيل !

وائل الحساوي

 

استحوذ ترامب على جميع مشاعرنا خلال زيارته المكوكية للرياض، وأصبحنا لا نشاهد إلا صوره وصور قادة العالم الإسلامي يستمعون لتوجيهاته، وقد تبين لنا بأنه خطيب مفوه وله قدرة على الإقناع غير معقولة!

وكذلك فقد استمعنا إلى بعض قادة العالم الإسلامي وهم يستعرضون تجاربهم في محاربة الإرهاب!

ويحق لنا أن نسأل: إن كان ترامب بهذا الحماس لمحاربة الإرهاب وكذلك هؤلاء القادة، فلماذا فشلنا في التصدي لهذه الهجمة الشرسة على ديارنا من الأعداء؟!

تصوروا بأن رئيس أقوى دولة في العالم يقف أمام أكثر من خمسين من قيادات العالم الإسلامي وكلهم يشتكون من دولة صغيرة قتلها الحصار الاقتصادي عشرات السنوات، وهم حائرون في كيفية التصدي لها ووقفها عند حدها!

لا بد أن في الأمر سراً، فما هو هذا السر؟!

إما أن يكون هؤلاء كاذبين ولا يريدون التصدي لتلك الدولة، وإما أن يكون بعضهم متواطئاً معها في عدوانها ويمدها بالقوة، والحقيقة أن كلا الجوابين صحيح، وقد سمعنا خطابات بعض رؤساء الدول الإسلامية وهم ينادون بمحاربة الإرهاب في بلدانهم بينما هم تركوا الإرهاب الحقيقي في بلادنهم!

أما الولايات المتحدة الأميركية فمن خلال تجاربنا الطويلة معها فقد وجدنا بأنها لا عهد لها مع صديقها أو حليفها، وسرعان ما تنقلب على الأصدقاء عندما يلوح لها في الأفق مصلحة راجحة، وخطابات ترامب في بلداننا لن تختلف عن خطاباته في مدح إسرائيل!

بالطبع فإن عدداً من قادة الدول الإسلامية الذين توافدوا على الرياض لحضور القمة الإسلامية - الأميركية قد جاؤوا من أجل مصالح لا دخل لها بالتصدي للهجمة الشرسة على بلداننا!

وقد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا: أو من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله مهابتكم من صدور عدوكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت».

فهل هناك وصف لذلك الحال الذي نعيشه اليوم أبلغ من ذلك الوصف!

حسبنا الله ونعم الوكيل...

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك