'واقع الأمة بين الغلو والتخاذل' في 'إحياء التراث' فرع العارضية
مقالات وأخبار أرشيفيةفبراير 6, 2009, منتصف الليل 1033 مشاهدات 0
الشبل : قضية القدس قضية إسلامية في الدرجة الأولى وليست قومية أو عربية
الشبل : الخروج على ولاة الأمر لا يبدأ بالسلاح بل يسبقه السب والشتم والتقليل من قدرهم
المعلم : العواطف الغير مبنية على الشرع والعقل تؤدي إلى خطر الغلو
المعلم : الإستعجال في تغيير المنكر بطرق غير شرعية وغير عقلانية له أثر سلبي على المسلمين
أكد المتحدثون في الندوة الدينية التي أشرفت عليها جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع العارضية على حرمة الخروج على الحاكم مهما كان ظلمه مادام مسلما, محذرين من إستعجال النصر والإنقياد خلف العاطفة وتغييب العقل.
وأوضحوا في الندوة التي كانت بعنوان 'واقع الأمة بين الغلو والتخاذل' أن على المسلم في الفتن الرجوع إلى العلماء وإلتزام الجماعة والحذر من الفرقة, مؤكدين أن الفتن تخفى حقيقتها على العامة ولا يتبينها إلا العلماء.
ففي البداية تحدث الداعية أحمد المعلم من جمهورية اليمن عن توصيف لما أجرته التصرفات المتهورة في الأمة في العصر الحديث وعن خطورة العواطف المغيبة لقضية الشرع وما تؤديه إلى مفاسد, حيث بين أن هناك من المسلمين من وقعوا في الغلو ويرون في علاقتنا بالأخر علاقة حرب ومقاطعة مستدلين بأدلة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومحملينها ما لا تحتمل,بينما هناك طرف آخر من المسلمين يسعون خلف إقامة حوارات أثبت فشلها وعدم جدواها, موضحا أن كلا الطرفين ذميم وإنما المؤمنون يكونون وسط على الصراط المستقيم, فمن الكفار من يستحق الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن ومنهم من هو ظالم لا ينفع معه إلا الحزم والقوة.
وأضاف أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بدأت بالحوار والنقاش مع قومه وتبليغهم الدين الإسلامي في مكة, مؤكدا أنه صلى الله عليه وسلم تعرض هو
وأصحابه إلى المحن والشدة والعذاب لكنه ما تعجل النصر إنما صبر وتجلد,
فكان يمر على المعذبين من المسلمين كآل ياسر ويقول 'صبرا آل ياسر', فهو
صلى الله عليه وسلم لا شك كان يتألم ويحترق لما يلاقيه أهله وأصحابه
وأتباعه لكنه مع ذلك كله ما تعجل ولو تعجل الرد لكان الثمن باهظا على
الدعوة الإسلامية.
وتابع المعلم قوله أنه لا يجوز الخروج على الحاكم مهما كان جوره مادام
مسلما, موضحا أنه دائما ما تزداد الشرور والفرقة بعد الخروج وتنمو
الأحقاد بين المسلمين, والإستعجال في تغيير المنكر بطرق غير شرعية دائما
ما يكون أثره سلبيا على المسلمين.
وأضاف أن التاريخ أثبت أن في إفتراق المسلمين وإختلافهم إنشغال عن
الفتوحات ونشر الدين, داعيا إلى الإجتماع خلف إمام المسلمين وعدم شق عصا
طاعته والنصح له بالسر.
وتابع المعلم قوله أنه العاطفة لها فائدة إذا كانت بمقدارها الصحيح دون
أن تطغى على الشرع والعقل, موضحا أنه ليس من الفطرة إلغاء العاطفة والعمل
على تبلد القلب إنما مكمن الخطر في العواطف المبنية على غير الشرع,
فالغلو ما هو إلا نتيجة العواطف الغير منضبطة.
وشدد على أهمية إلتزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع
المناوئين للإسلام ومع الفتن والمحن وعدم الإبتداع في الدين, موضحا أن
الإبتداع يعني إتهام رسول الله بعدم تبليغ الدعوة وبتقصيره في العبادة.
وبدوره أوضح عضو هيئة التدريس بكلية اصول الدين قسم العقيدة بجامعة
الامام محمد بن سعود بالرياض الداعية د.علي الشبل من المملكة العربية
الإسلامية أن فتن الحروب والقيل والقال تكشف أهل الأهواء كما أن العلم
يكشف الدخلاء عليه من المتعالمين, لافتا إلى أن وسائل الإعلام قد ساهمت
في تكثير المتعالمين وإبرازهم للجماهير.
وتابع أن الفتن إذا وقعت فمرجعها الكتاب والسنة وسؤال العلماء كما في
قوله عز وجل (و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه إلى
الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم), فعاتب الله من
ينشر الأراجيف والفتن دون التثبت في حقيقتها أو سؤال أهل العلم عنها, ومن
هذه الفتن ما حدث في غزة من إختلاف وشقاق بين المسلمين.
وأنكر الشبل على من جعل من الدعاء والتضرع إلى الله سلاحا للضعفاء, موضحا
أن الدعاء من أعظم أسباب النصر وإن إستهان به البعض, فالنبي صلى الله
عليه وسلم لم يترك الإلحاح على الله لنصرته وأصحابه كما في يوم بدر حيث
قال تعالى (إذ تستغيثون ربكم فإستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة
مردفين).
وتابع أن الحادثة الشهيرة في مقتل السبعين صحابيا من القراء في حادثة بئر
معونة كشفت لنا أيضا على كيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الفتن
والمحن, حيث لجأ إلى الدعاء والقنوت في الصلوات, وفي صحيح مسلم 'دعا رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا
يدعو على رعل وذكوان ولحيان وعصية عصت الله ورسوله'
وأوضح الشبل أن طاعة ولاة الأمر من الحكام والعلماء طاعة غير مطلقة إنما
هي مقيدة ومرتبطة بطاعة الله ورسوله كما في قوله (يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فسبق كلمة 'الله'
و'الرسول' بكلمة 'أطيعوا' ولم يسبقها لكلمة 'أولي الأمر منكم' تأكيدا منه
تعالى أن طاعة ولاة الأمر تكون تبعا لطاعة الله ورسوله, محذرا في الوقت
نفسه من الإستهانة بمكانة ولاة الأمر وهيبتهم ولو بالقول, مبينا أن
الخروج على ولاة الأمر لا يبدأ بالسلاح بل يسبقه السب والشتم والتقليل من
قدرهم والحط من منزلتهم.
وحول الأحداث الأخيرة في غزة أنكر الشبل على من إختزل القضية الفلسطينية
على القومية والوطنية وعلى من صور قضية القدس على أنها صراع بين أحزاب
متناحرة, مؤكدا أنها القضية إسلامية بالدرجة الأولى.
تعليقات