الغرب يتعمد الإضرار بالمصالح تركيا.. هكذا يرى سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 609 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الانباء

فكرة-تركيا والغرب

سلطان الخلف

 

بعد هزيمة الألمان وحليفتهم الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى فرض الإنجليز والفرنسيون على الأتراك اتفاقية لوزان سيئة الصيت التي تهدف إلى تدمير الهوية الإسلامية للشعب التركي وعزله عن العالم الإسلامي وربطه بالمصالح الغربية كما فرض على تركيا نظام عسكري ديكتاتوري بغطاء علماني فاشستي لا يختلف عن العلماني في منطقتنا العربية وهو أبعد ما يكون عن العلمانية الأوروبية التي تحترم هويتها المسيحية وممارسة عقيدتها دون قيد أو شرط.

وبعد الحرب العالمية الثانية ساهم العمال الأتراك بإعادة إعمار الدولة الألمانية التي دمرتها الحرب.

ولا يزال يعيش في ألمانيا عدة ملايين من الأتراك يساهمون في دعم الاقتصاد الألماني.

كما أن تركيا دولة عضو فعال في حلف الناتو وعلى خطوط التماس مع الاتحاد السوفييتي قبل انهياره وكان ذلك يشكل خطورة كبيرة على أمن تركيا في حال حدوث مواجهة مباشرة بين الحلف والاتحاد السوفييتي.

و مع أن تركيا لا تزال عضوا في حلف الناتو مما يؤهلها أن تلعب دورا كبيرا كقوة إقليمية في حل النزاع في سورية، إلا أن الولايات المتحدة والقوى الغربية وروسيا لا تسمح لتركيا بذلك، رغم أن الأزمة السورية لها تداعيات خطيرة على أمن واقتصاد تركيا حيث يقيم عدة ملايين من اللاجئين السوريين على أراضيها، مع تعرض تركيا لاعتداءات إرهابية متكررة من داعش، ومن حزب العمال الكردستاني الذي يستغل الأزمة السورية في تصعيد حربه على الدولة التركية بمساعدة قوات سورية الديموقراطية ذات الغالبية الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتقدم لها السلاح تحت ذريعة الحرب على داعش.

وفوق هذه الضغوط الأمنية الخطيرة التي تتعرض لها تركيا هناك حملة إعلامية غربية مسعورة منذ فشل محاولة الانقلاب في صيف السنة الماضية تتهم تركيا بالتعدي على حقوق المتورطين بالانقلاب من أتباع فتح الله غولن، وباضطهاد الأكراد المتمردين من عناصر حزب العمال الكردستاني الإرهابي الذين لا يمثلون الأكثرية الكردية التي تؤمن بالانتماء إلى الدولة التركية.

والغريب أن هذه الحملة الإعلامية الغربية تتعاطف مع الأقلية الانفصالية الكردية في الوقت الذي تهاجم فيه انفصاليي الباسك وكتلونيا في إسبانيا والشعبويين الأوروبيين الذين يطالبون دولهم بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

ومن الصعب إيجاد مبرر لهذه السياسة الأميركية والأوروبية والتي يفترض أن تكون داعمة لحليفتهم في الناتو غير الإضرار المتعمد بالدولة التركية ومنعها من القيام بأي دور تدافع فيه عن أمنها القومي.

فالأميركان والروس والأوروبيون ينفذون سياسة مدمرة لا تساعد على استقرار المنطقة العربية وتهدف إلى إثارة روح الانفصال لدى الأقليات الطائفية أو الإثنية ومن الخطأ التصديق بأن هذه السياسة هدفها القضاء على تنظيم داعش فكل المعطيات على الساحة تشير إلى عكس ذلك من الواقع العراقي إلى الواقع السوري وإطلاق يد إيران في المنطقة بالتنسيق معها وتأييد سياساتها التخريبية التي تصب في النهاية في مصلحة الكيان الصهيوني.

***

لا جديد في انتخابات الرئاسة الإيرانية القادمة ولن تختلف عن مثيلاتها منذ تسلم المحافظين المتشددين السلطة في إيران. وكالعادة لا فوز في الرئاسة دون الحصول على تأييد مسبق من أعلى سلطة في الدولة الإيرانية ألا وهي المرشد الأعلى علي خامنئي.

والمعروف أن رئيس الدولة لا يمكن أن يقوم بأي إصلاحات دون موافقة المرشد الأعلى وبمعنى آخر فإن رئاسة الدولة هي مجرد منصب شكلي ليس له أي فاعلية حقيقية في نظام ولاية الفقيه الحالي.

***

تتداول الشبكات الإخبارية العالمية أنباء قيام نظام البعث الطائفي في سورية بتزويد سجن صيدنايا بمحرقة لحرق جثث المعتقلين الذين يعدمون في السجن لإخفاء معالم جرائمه الفظيعة التي يرتكبها لقمع ثورة الربيع السوري.

فأين محكمة نورمبيرغ عن محرقة هذا النظام الطائفي النازي الجديد؟.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك