هادي بن عايض يكتب.. لعنة المنصب
زاوية الكتابكتب مايو 17, 2017, 11:52 م 716 مشاهدات 0
الانباء
مقام ومقال-لعنة المنصب
هادي بن عايض
محبوب من الجميع، خلوق، متواضع، متواصل لدرجة تخجلك، كريم، بسيط لا يحب المظاهر ووقته للجميع. لا يمكن الحديث عن «المراجل» دون إجماع الكل على انه يستحق الثناء ويتجاوز المحيطين به في مواقفه، يفتخر به الأشخاص المقربون منه نسبا او صداقة، باختصار يفرض محبته واحترامه على القريب قبل البعيد، لا تجد شخصا عمل معه او سافر معه ينتقده او حتى يعتب عليه، وبدون مقدمات يختار مجموعة محدودة يتعامل معها فقط، يغلق تلفونه، تحتاج وقتا طويلا للوصول اليه والحديث معه «سعادته مشغول»، ينسلخ من كل الصفات التي كانت سببا في تقدير الآخرين له، ينشغل بالمظاهر ويحاول ان يصنع لنفسه «برستيج» مثل الآخرين الذين سبقوه الى هذه الحياة الجديدة، سبحان الله حتى ملامح وجهه تتبدل من البشاشة والابتسامة الى تصنع الجدية والأهمية وداخله عكس ملامحه تماما «فارغ»، يحاول تبرير تصرفاته الجديدة من خلال الدخول في نقاشات تكشفه للآخرين دون ان يعلم، يصبح الكاكاو و«العود الأزرق» جزءا أساسيا من يومه، وقبلها كان يقضي معظم وقته مع زملائه في المخزن وسط رائحة الأغراض المكدسة منذ سنوات يتقاسمون فطائر الزعتر التي يتعهد «كومار» بإحضارها يوميا، كل ذلك التغيير بسبب ان صاحبنا حصل على منصب بواسطة أحد أبناء قبيلته او عائلته، واصبح لديه مكتب مستقل وسكرتارية يجيدون نظام «الترفيع» والكذب «الأسود» أحيانا أخرى، فالمنصب الذي حصل عليه ليس سوى محطة وقدراته اكبر بكثير وسوف يصل الى أعلى من هذا المنصب بكثير «هكذا يرون»، وهكذا يعيش الدور ليصل به الحال ان يتنكر لمن توسط له ويبحث عن واسطة جديدة، انها لعنة المنصب تصيب الكثير ولا ينجو منها إلا القلة الذين تغلب أخلاقهم مصالحهم، كثير من الأشخاص بدلت المناصب أحوالهم، اعرفهم ويعرفهم الجميع، وأكاد أجزم ان قراءة هذا المقال كفيلة بان تطرح أمامكم بعض الأسماء التي أصابتها لعنة المنصب والتي تعرفونها قبل المنصب وبعده، مؤسف جدا عندما «يتردى» الطيب، والمؤلم ان يكون «الردي» سببا في «تردي» الطيب بسبب قربه منه واعتماده عليه... ولكن الموعد بعد ترك المنصب تابعوهم وتابعوا تعامل الناس معهم لتعرفوا ان الثمن الذي سيدفعونه غال ولا يقدر بثمن.. هذا ودمتم.
تعليقات