استطاعت الحكومة باستخدام أدواتها المتاحة وغير المتاحة السيطرة على البرلمان وشل حركته.. هكذا يرى محمد المطني
زاوية الكتابكتب مايو 14, 2017, 11:54 م 564 مشاهدات 0
النهار
نقش- مرت بسلام
محمد المطني
مرت الاستجوابات دون أثر ولا ضجيج ولم تفنَ بكر ولا تغلب ولم تسقط الدولة ولا انهار الناس ولم يكن هناك أي قتلى والحمد لله، ممارسة سياسية عادية لا تستحق كل هذا التهويل والارتباك وحشر البلد وركن مصالح الناس وتصوير الاستجوابات على أنها حرب هدفها تدمير البلد لا محاسبة الوزير المعني.
استطاعت الحكومة باستخدام أدواتها المتاحة وغير المتاحة السيطرة على البرلمان وشل حركته وإضعاف أقوى سلاح لديه وهو الاستجواب عن طريق التحويل للمحكمة الدستورية تارة وللجنة التشريعية تارة أخرى وفي النهاية مناقشة الاستجواب بجلسة سرية يفقد فيها الاستجواب أهم نقاط قوته وهي الرقابة الشعبية .
مرور الاستجوابات دون وجود كتب عدم تعاون أو طلبات طرح ثقة دليل إما على نجاح الحكومة في عملها ورضى الشارع عنها أو على ضعف البرلمان وانهياره أمام سلطات الحكومة وتكتيكاتها ومساوماتها للنواب وهو ما انتشر في الاستجوابات الأخيرة وسنشاهد نتائجه في الاسابيع القادمة. عدم إيمان الحكومة بحق البرلمان في استجواب الوزراء والوصول الى طرح الثقة بهم هو ما جعلها تتعامل مع هذا الحق بحساسية عالية وحولها في أيام معدودة إلى مكينة تنسيق نشطة مع أعضاء البرلمان لعبور هذا المطب وضمان مواقفهم الداعمة للوزير أو لرئيس الحكومة.
تعمل الحكومة بكامل طاقتها لتحقيق هذا النجاح السياسي وهي تملك أصلاً العديد من الأدوات الأخرى لتعبر وتستمر في مشهد حزين إذا ما قارناه مع دورها الأساس في تسيير ورسم السياسة العامة للدولة ونقول: يا ليتها استخدمت طاقتها في عملها الأساس لا في مواجهة نتائج أعمالها فقط. نحن الآن في انتظار نتائج الاستجوابات في الكويت عزيزي القارئ والتي لن تكون قرارات تصحيحية وعملاً جدياً لتصحيح الأوضاع أو المواجهة في انتخابات قادمة ليحصد كل نائب نتائج مواقفه ولكنها كما تعودنا على الطريقة الكويتية ستكون في التعيينات السياسية ورد التحية للنواب الذين وقفوا مع الحكومة ومن يدفع الثمن كالعادة هو البلد. تفاءلوا.
تعليقات