ازدهار الكراهية وإقصاء الآخر في الغرب العلماني!!.. يكتب محمد العوضي

زاوية الكتاب

كتب 1117 مشاهدات 0

محمد العوضي

الراي

خواطر قلم -ازدهار الكراهية وإقصاء الآخر في الغرب العلماني!!

محمد العوضي

 

ورد في تقرير المقرر الخاص المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، جيثو مويغاي في عام 2010 «نرى أن مسألة الرموز الدينية (الحجاب - النقاب) مسألة حساسة، وينبغي أن تؤخذ حقوق المرأة، ولا سيما مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وحرية الفرد في ارتداء أو عدم ارتداء الرموز الدينية في الاعتبار عند مناقشة ارتداء النقاب...

إنني أعرب عن قلقي فيما يتعلق بالمناقشات المثيرة للجدل التي جرت أخيراً حول بناء المآذن وارتداء الرموز الدينية (الحجاب والنقاب) والتي تثبت أن هناك مخاوف بين السكان تجاه دين واحد... كما عرب عن أسفي الشديد للحملات السياسية العديدة التي اعتمدت على تلك المخاوف والتي عززتها فعلاً لتحقيق مكاسب سياسية... وكثيرا ما تعزز هذه الحملات السياسية القوالب النمطية السلبية عن فئات معينة من الأفراد، مما يعزز التعصب وسوء الفهم بين السكان. ولذلك، أشجع كمقرر خاص بقوة أصواتاً معتدلة من جميع الأطراف على أن تكون أكثر وضوحاً وصراحة، من أجل التصدي لهذه الحملات السياسية بحجج عقلانية، بما فيها الحجج التي تستند إلى حقوق الإنسان، وأن تكون هذه المناقشات أكثر توازناً»...

كان هذا في تقرير عام 2010، والآن اقرأ كيف أصبح الوضع وفق تقرير مقرر الأمم المتحدة ذاته في العام 2016:

«تشهد أوروبا مستويات متزايدة من كراهية الإسلام، وانتشار الأحزاب السياسية ذات الأجنحة العلنية المضادة للمهاجرين، والأجندات العريضة للأقليات التي غالباً ما تكون أوسع نطاقاً، والنهج الأمني المتزايد في مراقبة الهجرة، فضلاً عن زيادة الاحتجاجات في الشوارع التي تتسم بمستويات عالية من محتوى كره الأجانب. وقد شهدت أوروبا أيضاً اتجاهاً متزايداً لكره الإسلام، بالإضافة إلى الرهابية التي طال أمدها، وقد ترجم ذلك إلى الرأي العام الذي يرى أن الإسلام يتعارض مع القيم الأوروبية للديموقراطية والعلمانية، بينما يتجاهل واقع المجتمعات الإسلامية... غالباً ما يتم التلاعب في صعود الحركات الإسلامية المتطرفة والعنيفة لتصوير المسلمين بشكل عام على أنهم غير قادرين وغير راغبين بالاندماج في المجتمعات الأوروبية وبالتالي تمثل تهديداً أمنياً... وقد اختلطت الحركات الشعبوية التي تدعي احتجاجاً على الأسلمة المزعومة في أوروبا على جوانب مختلفة من رهاب الإسلام مع مشاعر كره الأجانب بوجه عام. وكثيراً ما يقال إن النساء اللاتي يرتدين الحجاب يتعرضن أحياناً للإساءة اللفظية والتحرش في الأماكن العامة».

أضع هذه الحقيقة بين يدي جماهير من مراهقي المجتمعات الشرقية ممن يقرأون مفاهيم الحداثة والتنوير والليبرالية وحقوق الإنسان الغربية مبسترة من أصولها المعرفية ومركزيتها الخاصة بالهوية الغربية وعلى أنها أيقونات مثالية ونماذج خالدة صالحة!

الشروق

تعليقات

اكتب تعليقك