محمد السداني يقترح وضع كاميرات في قاعات الاختبار وأجهزة تشويش للسيطرة على الغش في إمتحانات الثانوية
زاوية الكتابكتب مايو 13, 2017, 12:12 ص 722 مشاهدات 0
الراي
سدانيات- ابتسم أنت غشاش
محمد السداني
تبدأ غداً اختبارات الثانوية العامة، ومعها تبدأ معاناة الطلاب والطالبات في الدراسة والمراجعة والقلق النفسي الذي يصاحبهم حتى نهاية فترة الاختبارات. ولكنَّ الطلاب ليسوا وحدهم من يعانون في فترة الاختبارات، فالمعلمون والإدارات المدرسية أيضا يعانون من ظاهرة الغش التي تجتاح المدارس بكل وسائلها وأشكالها، ومع اتفاقنا أنَّ الغش ظاهرة سيئة بكل أبعادها فضلاً عن أنها أداة مدمرة للتعليم، نجد أنَّها لا تحارب بالقدرة والقوة التي تجتاحنا بها.
وقد يستغرب القارئ من كلامي القادم، ولكنَّ الطالب لا يستطيع أن يستنبط سلوكا من وحي خياله، ولكنَّه في سلوكه هذا وجد ضالته وطريقه الذي ينشد، فهو يرى أنَّ المتفوقين أصحاب الشهادات العليا والمتميزة وأصحاب الاختراعات في الصفوف الأخيرة- وإن بهرج الإعلام لهم بكل وسيلة-، ويرى أصحاب الصوت العالي وأبواق السلطة والقريبون منها، هم من يتصدر المشاهد وصفحات الصحف الأولى، فمهما شرحنا له عن أهمية التعليم وعن أخطار الغش، فلن يجدي نفعا لأنَّه يريد أقصر طريق للحصول على نصيبه من كعكة السلطة الغنية بكل ما هو لذيذ.
لا أبرر سلوك الطلبة ولكنّهم لو شعروا ولو بشكل بسيط أنَّ شهاداتهم الوهمية التي سيحصلون عليها لن تكون ذات قيمة إلا عن طريق انعكاس صحيح لما تعلموه في المدرسة، فلن يقدموا على أي طريقة للتحايل للحصول على درجة أو شهادة أو معلومة إلا عبر وسائلها وقنواتها الصحيحة. فسوق العمل - للأسف - لا يتحدى الخريجين إلا بأدنى مستويات المعرفة والتي ممكن لأغبى «روبوت» أن يقوم بها.
وفي الطرف المقابل، نجد أنَّ الطالب والطالبة يعتقدان أنَّ الغشَّ حقٌ مكتسب لا يمكن أن ينازعهما فيه أحد مما جعل السلوك يستشري في المجتمع وأصبح الغش ظاهرة مصاحبة للاختبارات، من دون أن نجد تحركا جديا من مؤسسات الدولة، سواء في وزارة التربية أو مؤسسات التعليم العليا.
إنْ كنا نعتقد أن التعليم هو السبيل الصحيح لبناء الدولة والإنسان فيجب علينا أن نوقف كل شيء وأن نلتفت إلى هذه الظاهرة الهدَّامة التي لا تهدم جيلا واحدا بل تهدم أجيالا متتالية فينحدر سلوكهم وتنحدر أخلاقهم وقيمهم وأفكارهم ودينهم، فمهما بنينا ناطحات السحاب والجسور والمطارات والمدن السكنية فلن تكون ذات قيمة لأنَّ من يسكنها لا يستحق السكن فيها.
خارج النص:
إذا كانت الدولة جادة في محاربتها للغش، فهناك الكثير من الطرق التي من الممكن أن تمنع الظاهرة من جذورها. وأبسط هذه الطرق، وضع كاميرات في قاعات الاختبار وأجهزة تشويش وقرار حازم من دون تدخل فلان وعلان من أصحاب الواسطات والمناصب العليا والدنيا.
تعليقات