نفوق الأسماك.. جرس إنذار.. يحذر فيحان العازمي

النهار

إضاءات- نفوق الأسماك.. جرس إنذار

فيحان العازمي

 

 

اننا دوما لا ننتبه لأي جرس انذار يدق أمامنا لنعالج المشكلة في مهدها قبل ان تستفحل ويصعب حلها وهذا ما حدث مع بروز ظاهرة نفوق الأسماك للسطح مرة أخرى، فهي ليست بالمشكلة الجديدة بل هي مشكلة قديمة حدثت قبل ذلك مرات كثيرة بصورة أصغر ثم أخذت تكبر المرة تلو المرة، ولكن لم تعالج علاجا صحيحا يقضي عليها إنما كان يتم علاج العرض دون النظر الى المرض وأسبابه، ما جعلها تعود باستمرار وأقوى من سابقتها وكأننا نرغب بل ونعشق أن نعيش في المشكلات.

ان ظاهرة نفوق الأسماك معناها ان حياتها في المياه كانت طبيعية ولكن تغيرت خصائص الماء عليها كأن تذوب مواد ملوثة في الماء فيتلوث الماء على السمك، ما يجعل السمك يتجه الى المغامرة والقفز خارج الماء أملا في البحث عن بقعة ماء خالية من التلوث، لأن السمك في الماء الملوث قد يجعله عرضة للهلاك فتقفز الأسماك خارج الماء دون أن تدري أنها ستموت، وقيل إنها تقفز خارج الماء لكي تنتحر، لأنها تتعذب وهي في الماء الملوث فتقفز قاصدة الموت خيرا لها من العذاب في الماء الملوث.

وقد حصلت ظاهرة نفوق الأسماك في الآونة الأخيرة بكثرة وذلك بسبب عامل رئيس وهو رمي المخلفات بشتى أنواعها الى مياه البحار، أما العوامل الأخرى فتتمثل في تغير درجة حرارة الماء على الأحياء البحرية وغيرها من الاسباب المباشرة وغير المباشرة التي لا يمكن حصرها، ان الثروة السمكية لاشك مصدر غذاء مهم لكل من يعيش على أرض الكويت فيجب علينا ان نتكاتف لنحافظ على هذا المصدر الذي لا تخلو مائدة منه.

ويجب علينا ان نتخذ من ظاهرة نفوق الأسماك جرس انذار لنتعلم ان حل أي مشكلة في مهدها يجعل من السهل القضاء عليها وذلك بتكاتف جميع أفراد المجتمع ما يؤدي الى تجنيب الوطن والمواطن ويلات تلك المشكلات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية لنلتفت لبناء الوطن وتطويره، اللهم احفظ الكويات وأميرها وشعبها من كل مكروه.