فنون الإبادات الغربية جماعية... ثقافية... جنسية!!.. يكتب محمد العوضي
زاوية الكتابكتب مايو 9, 2017, 11:57 م 900 مشاهدات 0
الراي
خواطر قلم- فنون الإبادات الغربية جماعية... ثقافية... جنسية!!
محمد العوضي
ليس من السهولة مواجهة خطط جحافل التضليل وغسيل الأدمغة في طمس معالم الأحداث الضخمة الكارثية التي ارتكبها المستعمر الجشع الفارغ من كل القيم، ولم يتبق في كيانه مكان بقدر مغرز إبرة من ضمير أو إحساس!
وتزداد المأساة عندما تُغيَّب الشعوب المعاصرة حين يحولها أعداؤها إلى مادة خام للدراسة وحقل للتجارب وكأنها في حظائر للبهائم.
كيف نستطيع إسماع البشرية صرخات تحذير واعية مشفقة من طغيان المادية الرأسمالية المعلومة المُسيسة المُؤدلجة التي تخدمها كل وسائل التواصل العبقرية وتساندها مراكز بحوث ضخمة بميزانيات مفتوحة؟!
إحدى هذه الوسائل هي الدراسات الجادة الموثقة والدقيقة التي يتفرغ لها محترفون مؤمنون بفكرتهم وبكونها فكرة مركزية، لتضع الحقائق بين النخب المخلصة التي يحتاج الكثير منهم إلى إعادة ضخ الوعي وتزويدهم بما يستطيعون الاقتناع بها وإقناع غيرهم بمصداقيتها وخطورتها.
وهذا ما قام به منير العكش سوري بالولادة، فلسطيني بالاختيار، أستاذ الإنسانيات مدير الدراسات العربية في جامعة سفك/بوسطن، وقد صدر له بالإنجليزية والعربية 22 كتاباً ألفه أو ترجمه أو حرره.
ويعتبر العكش من أبرز الباحثين العرب في الدراسات الأميركية عندما أنفق سنين من عمره بين آلاف الوثائق في مصادرها الرسمية ليخرج علينا بثلاثية الإبادات التي اعتبرها إضافة نوعية خاصة للعقل العربي والوعي الإنساني، بدأها بكتاب (أميركا والإبادات الجماعية .. حق إبادة الآخر)
ثم كتاب (أميركا والإبادات الثقافية)، وثالثا (أميركا والإبادات الجنسية)، وكانت كتبه دراسة نقدية وقراءة متأنية لنحو 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض.
وموضوع هذا الكتاب يتمم مسيرة الكتابين السابقين له من جرائم منظمة تتكئ على رؤية معرفية تمزج الأدلجة بالاقتصاد بالنسبة للآخر والإنسان.
فالمؤلف - كما في التعريف الموجز لناشر الكتاب - يعثر على وثائق أميركية رسمية ترسم بدم بارد خططاً لقطع دابر نسل ربع نساء العالم القادرات على الحمل بينهن 14 مليون ضحية أميركية، بشهادة مدير مكتب الحكومة الاتحادية للسكان الدكتور ريمرت رافنهولت.
هذه المذبحة التي تستهدف نسل الملايين من الفقراء المستضعفين داخل أميركا وخارجها والتي بلغت أوج سعيرها في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، هي موضوع هذا الكتاب.
لقد بحث المؤلف في فلسفتها وأخلاقها وتقنياتها وجهل ضحاياها ليكشف، كما سيرى القارئ، أنها استمرار لثقافة الإبادات التي عاشت عليها فكرة أميركا المستمدة من فكرة إسرائيل التاريخية على مدى أكثر من 400 عام.
لهذا ينهي أبرز الباحثين العرب في الدراسات الأميركية كتابه هذا بفصل خاص يبين فيه وبشهادات نادرة أن «الهولوكوست الأميركي هو السحابة التي أمطرت الهولوكست النازي» كما يقول الفيلسوف الأمريكي ستيفن ماتز.
ومن الشهادات الواردة في الكتاب:
• «أولى بنا أن نقتل هؤلاء المنحطين وهم في الأرحام لنتجنب إعدامهم عندما يخلقون ويصبحون مجرمين أو فقراء معوزين بسبب غبائهم»
وندل هولمز رئيس المحكمة العليا.
• «ليس الهولوكست الأميركي تاريخاً مضى وانقضى. إنه واقع يعيشه العالم، وإنه خطر يهدد مستقبل الإنسانية بمصير الهنود الحمر».
وينونا لادوك المرشحة لمنصب نائب رئيس الحزب الجمهوري عام 1996.
أيها السادة ألا تتفقون معي في أن الإبادات الثلاث (الجماعية والثقافية والجنسية) تُمارس علينا بشكل مكشوف مفضوح لم يسبق له مثيل في التاريخ بتحالف ماكر من سادة العالم الغربي الذي يتباهى بفكر التنوير وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة والحرية مع عملائهم الشرقيين!
تعليقات