يجب أن تلغى فكرة أحقية الأقدمية في الإدارة.. يطالب زياد البغدادي
زاوية الكتابكتب مايو 7, 2017, منتصف الليل 490 مشاهدات 0
النهار
زوايا- الثواب والعقاب
زياد البغدادي
«من أمن العقوبة أساء الأدب» جملة لطالما تداولناها مع كل موقف يثير استياءنا، فاعتقادنا وميراثنا الاجتماعي والديني يجعلان منا مؤمنين بأن العقاب هو الطريق للإصلاح إذا ما جعلنا الفساد مرادفا لإساءة الأدب، وأعتقد أن هذا المثل الدارج يمكن تطبيقه على كل مجالات الحياة، على المستوى الفردي والعملي والاسري وكذلك المجتمع والدولة والنظام، وجميعهم وفي كل الحالات يرى هذا المثل ضرورة الخوف من العقوبة حتى نحصل على الادب والسلوك الصحيح والقويم .
وحتى تتحقق الفائدة من المقال لا أريد التوسع في جميع المجالات أو الحديث عن الموضوع بشكله العام، واخترت التركيز على بيئة العمل وكيفية إيمان القياديين بأن العقوبة هي افضل وسيلة للوصول إلى أفضل أداء وظيفي لأنه لا يريد للموظف ان يأمن العقوبة وتكون النهاية أن يسيئ للعمل وإنتاجيته.
للأمانة أفكر بالموضوع من خلال تجربتي الشخصية، فقد قضيت 11 سنة من العمل وكانت مليئة بالأحداث والصدامات ولم تكن سعيدة مع الأسف الشديد، إلا أن تغييري للإدارة التي أعمل بها واحتكاكي مع أكثر من مسؤول ساعداني في أن أضع إطاراً عاماً أو قراءة لطريقة تفكير المسؤول الكويتي من خلال تسجيل الملاحظات ومتابعة مدى دقتها.
في البداية يكون المسؤول صاحب أكثر من شخصية، فهو طيب جدا مع الموظفين ممن هم خارج إدارته بعكس علاقته الشديدة والحادة مع الموظفين الذين يعملون معه، وهو أيضا مثالي جدا في وصف تاريخه الحافل بالإنجازات الخرافية، فهو دائما يبدأ كلامه بـ «إحنا كنا» ويشعرك انه كان من ضمن الجيوش التي فتحت فلسطين أو فريق العمل الذي أسهم بأن يصل بنو البشر إلى القمر، من الواضح إن قلبي «متروس» لدرجة أني ضللت الطريق في مقالي.
في الحقيقة أعتقد بل أؤمن بأننا قد ضللنا الطريق كذلك في فهم كيفية تحفيز الموظفين، بإيماننا المطلق بأن العقاب هو ما سيجعل الموظف ينجز ويبدع، ونجد ذلك واضحاً جداً في معرفة القنوات العقابية مثل لفت النظر أو التحويل للتحقيق أو الخصومات من الراتب التي تأخذ اشكالاً متنوعة، ومقارنتها بقنوات الثواب التي تنتهي في الغالب بجملة «جزاك الله خير» أو كتاب شكر من المدير قد تتناثر كلماته مع أول غلطة قد تقع فيها .
يجب أن تكون هناك عملية إعادة قراءة لأسلوب تحفيز الموظفين وكيفية رفع أدائهم، يجب ان نعرف كيف نجعل الموظف مؤمناً أن هذا العمل جزء من شرفه وأسرته وذاته، يجب أن نصل إلى فكرة مفادها أن نجاح العمل هو نجاح للموظف بالدرجة الأولى لا للمؤسسة أو المسؤول، فالموظفون والعاملون هم الجنود الحقيقيون وبدونهم لن نستطيع إصلاح أو انجاز أي عمل .
زوايا:
1- يجب أن تلغى فكرة أحقية الأقدمية في الإدارة فهذه الصفة لن تكون كافية لتحقيق النجاح، ويجب ان تستبدل بـ «الإنجاز والإبداع والقدرة على الإدارة».
2- محاسبة ومتابعة المسؤول أولى وأهم من محاسبة ومتابعة الموظف، فهم القدوة والقيادة فلا يعقل أن تتكسر أمامهم القيود وتنفلت معهم الرقابة وهم من وضعوها فهم على غيرهم «شديد العقاب» وعلى أنفسهم «غفور رحيم».
3- يجب أن يتمتع المسؤول بصلاحيات للمكافأة والتشجيع بقدر الصلاحيات التي وهبت له من أجل العقاب والتنكيل، فقد أثبت العالم أن العقاب ليس حلا سليما لتعديل السلوك.
تعليقات