عدنان فرزات يكتب..«كنتنا إنييلا» غرين

زاوية الكتاب

كتب 673 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

«كنتنا إنييلا» غرين

عدنان فرزات

 

«الحب والحرب» هي من أجمل القصص التي ظهرت في الأعمال السينمائية عبر تاريخ الحروب من عصر السيوف والرماح ولغاية «كيماوي خان شيخون»، الذي بدأت ملامح محكمة جنايات دولية تتشكل للتحقق منه.

هناك أمر يدعو إلى المفارقة، فلماذا فقط في القصف الكيماوي يقوم العالم ولا يقعد؟! أليس بعض القنابل التقليدية أو الصواريخ البالستية فتاكة أكثر وأيضاً ضحاياها من الأطفال. لماذا عندما يختنق الأطفال بالكيماوي فقط تتحرك مشاعر العالم، وعندما يُقتلون بالرصاص لا تحدث كل هذه الضجة؟! هل المشكلة بالقتل نفسه أم بوسيلة القتل؟! بل ويسمونها بالأسلحة المحرمة دولياً، فهل الرصاص محلل دولياً مثلاً؟!

بكل الأحوال كنت أود التحدث عن أفلام الحب التي وقعت أثناء الحرب، وأغربها اليوم قصة فتاة قالت عنها وسائل الإعلام إنها «مترجمة لدى جهاز الـ«إف بي آي» ألمانية أحبت عنصراً من عناصر تنظيم داعش في سوريا بعد أن كانت وظيفتها التجسس عليه، لكنها انجذبت إليه على ما يبدو ولحقت به إلى سوريا». لتصبح بذلك إنييلا غرين «كنّة» السوريين. ولكنها بعد فترة صحت من «سكرة الغرام»، على واقع غير الذي تخيلته، وفي النهاية تمكنت من الهرب وحوكمت اليوم بالسجن 24 شهراً.

هذه القصة محفزة للخيال حقيقة، لو كنت مكان القاضي لأصدرت حكماً مختلفاً تماماً، فالسجن سنتين في حالة هذه الفتاة التي ندمت فهربت، لن يكون منه أي فائدة، أما إذا كان القصد من العقوبة هو ردع الأخريات من الإقدام على مثل هذا الحب، فهناك طريقة أفضل، إذ كان على القاضي أن يصدر حكماً على الفتاة، بكتابة سيناريو فيلم عن مغامرتها هذه، وكيف تعرفت على عنصر داعش، وكيف وقعت في حبائل غرامه، وحتى ما الكلمات التي كان يغازلها بها، فلدينا فضول كبير لمعرفة الطريقة التي يتغزل بها هؤلاء، وأي كلمات رقيقة بإمكانها جذب فتاة شقراء جميلة، فحتى الشعراء «الناعمون» بكلامهم يفشلون أحياناً بمثل هذه الغراميات، ويتلقون «صفعات إلكترونية» (بلوك) على مواقع التواصل الاجتماعي. كما بإمكان الفيلم أن يتضمن رحلة إنييلا الشاقة وعذاباتها التي لاقتها لحين خروجها من جديد محملة بتجربة كفيلة بالحيلولة دون الإقدام على مثل هذه الخطوة لفتاة أخرى.

لم يذكر الخبر في أي مدينة سورية تكلل الحب بالزواج، ولكن حسب تقديري الشخصي، فمدينة الرقة هي المرشحة الكبرى لهذا الزواج، كونها معقل داعش من جهة، وكون المدينة شاعرية تقع على ضفة الفرات وتغري بالزواج.

 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك