«نحشة الخدامة».. يكتب هادي بن عايض

زاوية الكتاب

كتب 576 مشاهدات 0

هادي بن عايض

الانباء

مقام ومقال- «نحشة الخدامة»

هادي بن عايض

 

فجأة وبدون مقدمات قررت خادمتنا السفر ولارتفاع تكلفة الحصول عليها وصعوبة إيحاد البديل كان الرد لا وألف لا دون تردد.. اليوم الثاني اكتفت بالدموع دون الكلام، وهنا أصبح من المهم معرفة أسباب هذه الدموع وبسؤالها أجابت أن زوجها في بلادها قرر الزواج من ثانية وهنا ما زلت ثابت في كلمة لا «خير يا طير رجال وخل يتزوج» وبعدين أنا ليش ادفع ثمن هذا الزواج؟ ولكن المشكلة لم تنته اذ ما زالت الدموع تنهمر لليوم الثالث.

ليتكرر السؤال وتكون الإجابة مختلفة «النذل المتزوج من ثانية قرر بيع الأرض التي اشترتها خدامتنا من رواتبها ومنح جزءا من قيمتها للعروس الجديدة وهنا تحركت» شهامة البدوي الأصيل «... يخسي وانا ابوك يالولد.. وبدون تردد متى تبين تسافرين؟.. المهم سافرت وشهر بعد الآخر اكرر ما يكرره كويتي لخادمته خارج الكويت انت متى يجي؟».

فلا يمكن له الحصول على خادمة جديدة خلال ستة شهور من سفرها.

والنتيجة خادمتنا قررت «النحشة» لتبدأ رحلة بحث جديدة «الفحيحيل - حولي - الفروانية» ومن مكتب إلى آخر ومن قصة إلى أخرى وتفاصيل دفعني فضولي الصحافي الى التقصي عن بعضها لدرجة أدق التفاصيل.. المهم لا علاقة لكم بهذه التفاصيل التي تستحق ان تكون في كتاب

.. احدى المحطات وفي مكتب للخدم في الفحيحيل بعد سؤال الموظفة وهي من الجنسية الآسيوية أكدت لي وجود جميع المواصفات..أخيرا خلصنا من وجعة الراس «كان ذلك هو لسان حالي»

... وخلال خمس دقائق اخرجت الموظفة اربع خادمات من باب لم أتوقع وجوده.. وطلبت مني الاختيار ولفتت الى ان لكل واحدة سعرا وهذا السعر يتحدد حسب العمر والجنسية وإجادة اللغة العربية، بل حتى القوة الجسمانية لها دورها

... طوال رحلة البحث وأنا اردد أن الكويتيين ضحية الخدم، وبعد هذا المشهد تأكدت ان الخدم انفسهم أيضا ضحايا.. فما يحدث في بعض المكاتب تجارة صريحة بالبشر

.. نعم اصبحوا بضاعة ترتفع وتنخفض أسعارها حسب التاجر والمستهلك وللأسف اننا جميعا شركاء في هذا الأمر سواء كنا مختارين أو مجبرين

.. ولن أحدثكم عن شعوري وأنا استمع إليها حتى اختار إحداهن للعمل في بيتي وتفكيري كيف ينظرن إلى أنفسهن

.. بكل وتفكير اسرهن لو علمت بهذا الأمر.. نعم نحن ضحايا خدم وهم ضحايانا ولا بد لهذه التجاوزات أن تنتهي من خلال تنظيم الأمر ومحاسبة المتلاعبين

.. وختاما نحن في نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ولكن أن يصل بنا الأمر إلى درجة الاختيار في البشر و«المكاسر» في أرزاقهم فهذا الأمر يتطلب أن نقف ونحاسب أنفسنا!.. هذا ودمتم.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك