أصبح أكثر عقلانية وواقعية مما مضى.. يعقب مسفر النعيس على خطاب البراك

زاوية الكتاب

كتب 769 مشاهدات 0

مسفر النعيس

الراي

صوت القلم-  خطاب البراك والوحدة الوطنية!

مسفر النعيس

 

منذ خروج النائب الأسبق مسلم البراك من السجن، والجميع يترقب ما الذي سيقوله وماذا لديه للمرحلة المقبلة، وماذا سيكون شكل وقوة الحراك الشبابي في الساحة السياسية، وهل سيقوده نحو الاحتجاج والمسيرات من جديد، وهل تغير بعد السجن أم أن أصحابه تغيروا عليه وأصبح يقلب كفيه ويعيد حساباته السياسية!

اللافت للنظر بل المتوقع، هو حجم الاستقبال الكبير الذي قوبل به البراك بعد خروجه، والتدافع نحو ديوانه من كل مكونات الشعب الكويتي، والكلمة المقتضبة التي ألقاها ووعد مستقبليه بندوة سيوضح من خلالها كل ما يجول بخاطره وكل أهدافه وخططه مع حركة العمل الشعبي للمرحلة المقبلة، فكان الترقب سيد الموقف حتى جاءت الندوة والتي وصف بها خطابه بأنه واقعي وهادئ وخطاب رجل دولة.

خطاب البراك المتوازن حمل الكثير من الوطنية والتعقل ليفوت الفرصة على من يحاول دق اسفين الخلاف بينه وشباب الحراك والسلطة، وجاء منسجماً مع أفكاره ورؤيته التي عرفناها منذ سنوات، فتحدث عن الفساد والخلل في التركيبة السكانية، وانهيار التعليم وفشل الرياضة، وتردي الخدمات العامة والخلافات السياسية ومنها سحب الجناسي وغيرها.

وتطرق البراك لنقطة مهمة تمثلت في ترك العمل الفردي والاهتمام والسعي للعمل بشكل جماعي منظم والتنسيق مع الكتل السياسية والمجاميع الشبابية، وحث السلطة على المصالحة مع الشعب، وقال انها لو خطت خطوة سنخطو خطوتين تجاهها، وهذا منحى جيد ينم عن إدراك ووعي وطني كم كنا نتمناه منذ زمن.

كثيرة هي النقاط التي لو وقفنا عليها لن تكفي أسطر المقال، ولكن نختصرها بكلمته عن الانقسام بين أفراد الشعب والسعي لإنهاء مسميات الانقسام المجتمعي والاكتفاء بكويتي فقط، والحرص على أمن الكويت والتنسيق مع دول مجلس التعاون والتي تمثل عمقا استراتيجيا لا يمكن الانفصال عنه، والاعتراف بالخطأ وهي تمثل شجاعة، الخطأ في عدم مراجعة القوانين الرئيسية كقوانين تنظيم القضاء وقانون الجنسية والانتخاب وغيرها.

فهناك بعض النقاط التي ذكرها البراك قد تكون محل خلاف، فهناك من لا يؤيده في بطش السلطة بالشعب وعدائها له، وما فعلته في إطار القانون والدستور.

المهم في خطاب البراك، والذي لا أؤيد بعض ما جاء فيه، كالنظرة السوداوية والمستقبل المظلم وبطش السلطة وغيرها، انه تغير عن السابق وأصبح أكثر عقلانية وواقعية مما مضى، رغم عدم تنازله عن أي أفكار كان يحملها، بل غير من أسلوب التحاور السياسي بالنقاش والإقناع وملامسة القلوب قبل العقول. فمن صفق لخطابه أولاً هم العقلاء والذين يؤيدون أفكاراً ولا يرغبون في أسلوبه السابق، فأعتقد أنه قد بدأ مرحلة جديدة ربما تؤتي ثمارها في المقبل من الأيام وتقرب وجهات النظر من اجل مستقبل الوطن والمواطن. حفظ الله الكويت وجعل شعبها دائماً في وفاق وتلاحم وتسامح متسلحين بالوحدة الوطنية.

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك