محمد بن إبراهيم الشيباني ينتقد دعوة حدس إلى الجهاد العيني والمواجهة مع اسرائيل، لأنها غير متكافئة ويدعوهم للاتعاظ بماضيهم المظلم!
زاوية الكتابكتب فبراير 3, 2009, منتصف الليل 507 مشاهدات 0
إن يريدون إلا العنف
ما تريده اميركا واسرائيل هو عنف المسلمين، وتحديدا شباب الامة والدعوة الى القتال في «غزة» في هذا الوقت المشهود للأمة العربية والاسلامية بالضعف والهوان والاختلاف، وما حادثة 11 من سبتمبر وجر ابن لادن وجماعته إلى العنف الا واحدة من تلك الخطط.
رجوع جماعة الاخوان المسلمين الى الدعوة للقتال العيني مع اليهود رجوع الى سالف دعوتهم القديمة ومبدئهم الذي بدأوا فيه وما جر على الامة وشبابها الكثير من الكوارث باحتكاكهم الصدامي المباشر مع الحكومات العربية الذي ادى الى السجون والمعتقلات والتعذيب والقتل بسبب عدم التكافؤ!
يريدون اليوم تكرار ذلك، ولكن مع اليهود، ويعرفون جيدا ما يعني ذلك، وهو القتل في المهد قبل الوصول الى اسوار ليس «غزة» وإنما اسوار اي دولة عربية، لا بل غير عربية مثل ايران او طريق جنوب لبنان!
لا ادري لماذا لا يتعقل رجالات «حدس» عندنا ولا يتعظون من ماضيهم المظلم؟ اليوم يدعون وعلى مستويات افرادهم كافة (كتاب، نواب، دعاة، مشايخ..) الى الجهاد العيني والمواجهة مع اسرائيل، وتحليلي انهم ماداموا يسيرون على هذا الاسلوب، فهم يخدمون بذلك السياسة الجديدة لاميركا واسرائيل، وعليهم الا يظنوا ان الرئيس الاميركي الجديد اهون واهدى وألين من بوش في سياسته مع العرب، فهذا ظن من لا يفهم ابجديات السياسة، فالرجل يسير وفق برنامج «فلتعش اميركا وليمت الآخرون» وبما ان بقاء اسرائيل من بقاء اميركا في الشرق الاوسط، فلن تتخلى عنها حتى تحترق اميركا عن بكرتها. اذن ما يفعله متهورو «حدس» اليوم هو خدمة لإسرائيل واميركا لتنفيذ برنامجها الجديد، ولو احسنا بالرئيس الاميركي الجديد الظن كما في بال «الحدسيين» فلن يبقى في البيت الابيض ليلة الا وجنازته جاهزة في تابوتها صباح اليوم التالي.
سأضيف دولة ثالثة الى اميركا واسرائيل، وهي ايران، فهذا الثالوث متفق تماما على حرب العرب، وهم يعدون خطة لتوريطهم ثم شق مجتمعاتهم، ستستفيد اميركا واسرائيل من ايران، وستركز على الخلاف المذهبي والسياسي وتفخيم قوتها العسكرية! واما ايران فستستفيد من تعاونها مع الدولتين في ضرب خصومها العرب، وزجهم في مشاكل وخلافات وحروب مع اسرائيل وستتفرج عليهم! وما حدث في غزة من تفرج ايران وحزبها في لبنان كان واضحا، فهو اكبر دليل على هذا التعاون الذي ولد وبدأ قبل مجيء اوباما إلى الحكم!
إذا لم يتعقل «الحدسيون» عن دعوة الناس إلى الجهاد العيني في غزة، فسنعد ذلك من الخدمات الجليلة التي قدمها حزب الإخوان المسلمين في الماضي وما زال لأعداء الاسلام والمسلمين والعروبة، وسنعده مشتركا في الخطة المقبلة مع الثالوث القادم! وإلا فليصمتوا عن المناداة للجهاد العيني في الامة غير المتكافئ، بل جهاد القتال بشكل عام في الوقت الراهن.. والله المستعان.
شكراً لــ «القبس»
للتحليل السياسي الاخباري عن احداث «غزة» في 26 ــ 1 ــ 2009 تحت عنوان «لكي لا تساهم «حدس» في اخطاء «حماس»)!
فقد أصاب كبد الحقيقة التي يحاولون هيل التراب عليها بجعجعاتهم المستمرة في التظاهرات والخطب الجماهيرية الحماسية، ليبعدوا بها الشارع واهله عن حقيقة الامر ومرارته على الشعب الفلسطيني في قادم الأيام.
محمد بن إبراهيم الشيباني
تعليقات