'الاوبامية' Obamalism

عربي و دولي

'الطريق الثاني ' الى طهران

500 مشاهدات 0



القاعدة الفقيه العسكرية تقول أن قدرات الدول العسكرية مرادفة لنواياها،لكن إدارة سيد واشنطن الجديد باراك أوباما تظهر كما لو أنها تنوي إعادة تفسير النوايا النووية الايرانية من خلال رؤية الامن عبر المنظور الايراني.  في هذا السياق نقلت وكالات الانباء كشف جيفري باوتيل المدير التنفيذي لمجموعة‏'‏ باجواش'‏ وهي منظمة علمية دولية حازت علي جائزة نوبل للسلام عام‏1995م‏ النقاب عن أن خبراء في مجال الحد من التسلح اجتمعوا مع مسئولين رفيعي المستوي في إيران خلال الأشهر الماضية‏.‏ وأضح باوتيل أن وزير الدفاع الأمريكي السابق ويليام بيري كان من بين هؤلاء الخبراء‏,‏ وأن المفاوضات شملت عددا كبيرا من القضايا التي تسببت في خلق الهوة بين إيران والولايات المتحدة‏.‏
لفهم تغير الخطاب الاميركي حيال ايران وقرار أوباما إستخدام ما سماه الخبراء‏'‏ الطريق الثاني'‏ لإحداث تقارب مع ايران وسوريا، حيث بدأ حوارا مع مسئولين رفيعي المستوي في طهران ودمشق ولكن بعيداعن الأضواء‏. ‏لفهم ذلك علينا فهم سبب تنصل أوباما من إرث الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي صنف عدة دول منها جمهورية إيران الاسلامية علي أنها ‏ دول عدوة لأمريكا لأنها راعية للإرهاب. وتشير جوان هارت في مجلة  Military Reviewإن  النظرة الامنية للولايات المتحدة حيال الطموحات الايرانية  تقول بإنها طموحات ذوي نزعة  الولع بحب القتال ،وتضيف الخبيرة العسكرية ان ما تسوقه الولايات المتحدة عن الخيارات العسكرية للتعامل مع طهران  هو حافز اضافي ايراني للحصول على السلاح النووي لردع مثل هذا الهجوم المزمع شنه .
من جهة أخرى ولدعم جوانب ' الطريق الثاني' تسوق وسائل اعلام امريكية معتدله قضايا ذات ابعاد انسانية في العلاقات الايرانية الاميركية، ومن ذلك اختبار سريع  لقراءها على غرار هل تعرف في اي دولة دينية إسلامية حدث فيها اندفاع فوري وعفوي للتعاطف مع الشعب الاميركي بعد هجمات 11 سبتمبر ، وتضيف ،إذا كنت لا تعلم ماذا جرى في ايران  فنفيدك انه قد اقيمت صلوات جماعية ومسيرات على ضؤ الشموع للتعبير عن الاسى والتضامن مع اهالي الضحايا، بل إن الجماهير الايرانية قد خرجت في مساء 13 سبتمبر وهتفت في الشوارع 'الموت للارهاب ' و 'الموت لبن لادن ' و' التعازي التعازي لأمريكا '. بل ان المنظمين  لمباراة التأهل لكأس العالم قد اوقفوا المباراة للحظات صمت حدادا على المأساة الاميركية ، وبعد ثلاثة ايام قال خطيب الجمعة في طهران إن الهجمات كانت 'موجعة للقلب '
ردة الفعل الايرانية على الغزل الاميركي الجديد جاءت على لسان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي  حيث قال أن تغيير الخطاب الأمريكي غير كاف ولا يعني إيجاد تغيير حقيقي في البيت الأبيض مشددا علي ضرورة أن تزيد واشنطن من استعدادها للاستماع إلي الطرف الآخر،‏ بل إن متكي نفى أن تكون هناك أي نية لعقد اجتماعات بين مسئولي طهران وواشنطن علي هامش مؤتمر ميونخ للأمن المقرر عقده في ألمانيا في الفترة ما بين‏6‏ و‏8‏ فبراير الحالي‏ .
 
وبما أن السياسه هي فن الممكن ،والدبلوماسيه هي علم تحويل هذا الممكن الى واقع عملي فإن بعض المراقبين يرون أمكانية أن يضل هذا 'الطريق الثاني' سالكا لكن أن يمر به أحد متخطيا الكثير من المعوقات التي منها المصالح الاسرائيلية فذلك أمر آخر .أما ردة الفعل الايرانية على التحركات الاميركية  فهي الدبلوماسية بعينها حيث عبر متكي عن رغبة الرسميين في طهران  بجعل خطوات واشنطن أقل وقعا مما هي عليه حاليا ، فالملالي لاتسيرهم العواطف كحاملي الشموع المتعاطفين مع ضحايا نيويورك قبل 7 اعوام ،ولآفهام مروجي السياسة الاميركية الجديدة التى تنصلت عن موروثاتها السابقة أن الايرانيين يتوجسون خيفة من هذه المبادرات الجسورة من واشنطن .
بقي أن نشير إلى أن  جيفري باوتيل  قد ذكر ان من ضمن القضايا التي تمت مناقشتها مع الجانب الايراني العلاقات الخليجية الايرانية،وهنا نتساءل أن كان التقدم في العلاقات الايرانية الاميركية يعني تراجع العلاقات الاميركيةالخليجية الى أولويات متأخرة في اجندة 'الاوبامية' Obamalism ؟
 

د. ظافر محمد العجمي -المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك