حول نظام التجنيد الإلزامي.. يتحدث ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 727 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- نظام التجنيد الإلزامي

ناصر المطيري

 

في الشهر القادم سوف تدخل أولى دفعات نظام التجنيد الإلزامي تطبيقا للقانون الذي أعيد العمل به بعد توقف دام حوالي ستة عشر عاما.. التوقف عن تطبيق التجنيد الإلزامي كانت له دواعيه العملية التي قدرتها الحكومة ومجلس الأمة، ولكن إعادته من جديد ليست لها أسباب واضحة..وههنا نتساءل: هل هناك ثمة مصلحة فعلية يمكن أن تجنيها البلاد من إعادة فرض نظام التجنيد الإلزامي؟ الإجابة على هذا التساؤل يجب أن تكون موضوعية بعيداً عن العاطفة والشعارات المستهلكة، لأننا في الكويت طبقنا نظام التجنيد الإلزامي في فترة الثمانينيات من القرن الماضي وتخرجت من ميادين التدريب العسكري عشرات الدفعات من الشباب الكويتي آنذاك وصرفت الدولة مئات الملايين على تطبيق هذا النظام، وفي المحصلة النهائية كانت الفائدة العملية الحقيقية منعدمة حيث لم تستفد الدولة من التجنيد الإلزامي في الوقت الذي كان مرجوا الاستفادة منه عندما تم احتلال الكويت خلال ساعتين من الزمن..

ويبدو أن الحكومة في الكويت قرأت هذه الحقيقة عن انعدام الجدوى من تطبيق نظام التجنيد الإلزامي فقررت وقفه في عام 2001م، مع ما صاحب هذا النظام من سلبيات عديدة في التطبيق وتهرب مئات الكويتيين من الالتحاق بالتجنيد وتعطيله لطاقات كويتية متخصصة في مجالات حيوية مثل الطب والهندسة وغيرهما..

في الجلسة البرلمانية التي تم فيها إلغاء قانون التجنيد الإلزامي قبل خمسة عشر عاما وقف المرحوم النائب د. أحمد الربعي مخاطبا الأمة وموجها كلامه لوزير الدفاع آنذاك الشيخ جابر المبارك الصباح الذي كانت تبدو على وجهه علامات الموافقة والارتياح لكلام الربعي، فقال الربعي من ضمن مداخلاته: «وقف التجنيد الإلزامي طالبنا به من زمان وطالبنا بالتوقف عن إضاعة وقت الشباب الكويتي في نظام لم يؤد إلى أي نتيجة، يوم الغزو كان دليلا واضحا، ماذا كان يستطيع أن يعمل المجندون؟ نحن أخطأنا خطأ كبيراً في سن هذا القانون في الثمانينيات، دون أن نضع آلية معينة لهذا القانون للاستفادة من هذه الطاقات، السؤال المطروح: ماذا نريد؟ نحن بلد صغير امكاناتنا البشرية متواضعة وامكاناتنا في المناورة متواضعة، وبالتالي علينا أن نتعلم من تجربة الآخرين، نحن في حاجة إلى شيئين في رأيي، الشيء الأول جيش صغير من الكويتيين محترف قادر على صد الضربة الأولى، لا نريد جيشاً يخوض حرباً طويلة، والشيء الآخر المطلوب أن يكون لدينا جيش احتياط حقيقي».

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك