إسرائيل تشن حملة ابتزاز وتهديد لأردوغان بعد المشادة الكلامية مع بيريز فى دافوس

عربي و دولي

1112 مشاهدات 0

اردوغان وبيريز فى دافوس

 

 

 

الآن: وكالات

بدأت إسرائيل شن حملة 'ابتزاز وتهديدات' لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان رغم أن الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز كان قد أظهر في وقت سابق الجمعة استعداده لاحتواء الآثار السلبية الناجمة عن المشادة الكلامية مع أردوغان في منتدى دافوس.

 

ونقلت صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية على موقعها الالكترونى مساء الجمعة عن مصادر فى حكومة إيهود أولمرت وصفتها بأنها 'رفيعة المستوى' قولها إن ' تصرفات أردوغان فى منتدى 'دافوس' الاقتصادي بسويسرا تظهر أنه لا يهدر أى فرصة لإلحاق المزيد من الأذى بالعلاقات التركية- الإسرائيلية'.

 

وفى ابتزاز صريح وتهديدات فجة لتركيا ، قالت هذه المصادر:'إن مسلك أردوغان على المنصة فى دافوس لا يمكن أن يساعد المحاولات التركية للظهور على المسرح الاوروبى بمظهر القوة العاقلة والبناءة على الصعيد الدولي'.

 

وأضافت :'إذا كانت علاقات إسرائيل الإستراتيجية مع تركيا هامة بالنسبة لنا فهي لا تقل أهمية بالنسبة لتركيا وأردوغان يلحق الضرر بهذه العلاقات فيما نشعر هنا بالسخط بسبب تزايد المضايقات من جانب رئيس الوزراء التركي'.

 

وحسب تقرير سابق مساء الجمعة، سعى بيريز لاحتواء الآثار الناجمة عن المشادة الكلامية مع أردوغان ، مؤكدا أن العلاقات بين الجانبين 'جيدة'.

 

وقال بيريز ، فى تصريحات للصحفيين على هامش ، المنتدى:'إن علاقتي كانت دائما جيدة مع رئيس الوزراء التركي وستبقى كذلك ، وتركيا حليفة ودولة هامة سواء فى الشرق الأوسط أو العالم'.

 

وأشار الى أنه اتصل بأردوغان بعد انسحب من منصة إحدى ندوات دافوس وقال له :'إن الأمر ليس بمسألة شخصية وإنني احترمك وموقفي هذا لن يتغير كما أن علينا أن نتبادل وجهات النظر'.

 

ونفت المتحدثة باسم الرئيس الإسرائيلي أن يكون بيريز قد اعتذر لرئيس الوزراء التركي عبر الهاتف بسبب المشادة الكلامية.

 

وانسحب أردوغان من منصة إحدى ندوات المنتدى احتجاجا على منعه من التعليق على مداخلة مطولة لبيريز بشأن الهجوم الإسرائيلى على غزة، وترك مقعده غاضبا وغادر المنصة بعدما احتج على منعه من الكلام.

 

واستبعدت مصادر دبلوماسية تركية أن تؤثر المشادة هذه على علاقات البلدين بشكل مباشر.

 

وقد حظى موقف رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بتأييد شعبى عارم.

 

وأجمع مؤيدو أردوغان ومعارضوه من خلال برامج القنوات التليفزيونية التركية ونشرات الأخبار التى أفردت مساحات واسعة للحدث وردود الفعل الداخلية والخارجية عليه اليوم، على أن أردوغان ترجم مشاعر الأمة التركية كما عبر عن مشاعر جميع المسلمين تجاه العدوان الاسرائيلي، كما حفظ لتركيا كرامتها وصورتها أمام العالم كله كدولة قوية لا تقبل إهانات من أحد.

 

واستضافت البرامج نواب وأعضاء فى حزب العدالة والتنمية وأحزاب المعارضة وصحفيين ومحللين، وكان هناك إجماع كامل على ان ما فعله أردوغان هو ما كان يجب أن يفعله أى رئيس لوزراء تركيا أو أى مواطن تركي دفاعا عن كرامة بلده.

 

كما افردت القنوات مساحات لردود الفعل فى العالم حول موقف أردوغان وركزت على المظاهرات الحاشدة التى خرجت فى غزة ورفع فيها الفلسطينيون علمي تركيا وفلسطين وصور أردوغان .

 

ونقلت قناة ' إيه تي في ' عن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي فى مداخلة سريعة معه من دافوس سجلت عقب الجلسة التى كان مشاركا فيها وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قوله إن رئيس الوزراء التركى كان على حق فيما فعل .

 

وركزت شبكات التليفزيون التركية على قيام موسي من مكانه ومصافحته أردوغان لدى خروجه من القاعة قائلة إن موسي كان ينوى التضامن مع أردوغان وهم بالخروج فعلا لولا تدخل الأمين العام للأمم المتحدة الذي أشار اليه بالجلوس.

 

أكد رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان أنه لن يسمح لأحد بإهانة تركيا.

 

وقال أردوغان ، مخاطبا حشدا جماهيريا ضخما من المواطنين فى احتفال بافتتاح محطة مترو الإنفاق فى اسطنبول اليوم 'الجمعة' - إن هذه مسألة تخص الجميع ، معارضة وحكومة ومؤسسات مختلفة فى البلاد، مشيرا إلى أن تركيا تعمل من أجل السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم ولن تسمح لأحد بأن يضعها فى خانة مختلفة.

 

وأضاف رئيس الوزراء التركى أن هدف بلاده هو السلام دائما انطلاقا من المبادىء التى أرساها مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك ومن أهمها:'السلام فى الوطن .. السلام فى العالم'.. قائلا: إن تركيا ساهمت بجهود كبيرة من أجل تحقيق السلام والاستقرار سواء عبر وساطتها بين سوريا وإسرائيل أو بين الهند وباكستان أو بين باكستان وأفغانستان أو بين جورجيا وروسيا.

 

وشدد أردوغان على أنه رئيس وزراء الجمهورية التركية ، وليس رئيسا لقبيلة ، ومن غير المقبول أو المسموح به لأى أحد أن يفكر أو يحاول إهانة رئيس وزراء تركيا أو يمس كرامة تركيا وهى دولة كبرى وقوية وعلى الجميع أن يعلم ذلك جيدا.

 

وقال أردوغان إنه ليس من حق أحد أن يتجاهل المأساة الإنسانية البشعة والجريمة التى ارتكبتها إسرائيل فى غزة على مدى ثلاثة أسابيع وقتلت خلالها 1300 شهيد وأصابت أكثر من خمسة آلاف بينهم مئات من النساء والأطفال.

 

وقال أردوغان إنه حين يوجه انتقادات لإسرائيل فإنه لا يستهدف الشعب الاسرائيلى أو اليهود، بل يستهدف الحكومة الإسرائيلية التى دفعت جيشها لقتل الأطفال والنساء والمواطنين الأبرياء بالطائرات والقنابل الفوسفورية والدبابات والمدفعية.

 

وأضاف أنه من أكثر من وقفوا ضد ظاهرة 'العداء للسامية' لكن لا يمكن اعتبار أى موقف من إسرائيل أو حكومتها هو عداء للسامية، لأن انتقاداتنا ضد من استخدموا القنابل والمدافع وجميع إمكانيات الحرب والقوة المفرطة ضد شعب أعزل، ولا يمكننا أبدا أن نستهدف دينا معينا أو نحض على الكراهية الدينية أو العنصرية، ولكن نعمل من أجل السلام.

 

وتابع أردوغان : 'إن شعوب المنطقة أنهكت بسبب حمامات الدم والآلام ، وعلى الجميع أن يقف فى جانب السلام ، الذى تقف تركيا فى جانبه'.

 

وأشار رئيس الوزراء التركى - الذى ألقى كلمته وسط آلاف المواطنين الذين رفعوا العلمين التركي والفلسطيني ، وشعارات التأييد لأردوغان والتى تقول:'الموت لإسرائيل .. نحن نفتخر بك' - إلى أن حزبه (العدالة والتنمية الحاكم) هو الحزب المركزي فى تركيا الذى يقف فى قلب السياسة ولا ينحاز إلى اليمين أو اليسار ولا يدافع عن مصالح فئة أو مجموعة بعينها ولن يفعل ذلك أبدا.

تعليقات

اكتب تعليقك