متى نوقف اجترار «السنويات»؟!.. تكتب خلود الخميس
زاوية الكتابكتب مارس 22, 2017, 11:53 م 591 مشاهدات 0
الانباء
متى نوقف اجترار «السنويات»؟!
خلود الخميس
لم أجد من المناسبات حدثا يحتفى به، عدا العيدين بالطبع، الفطر والأضحى، أمارس فيهما السعادة «تعبدا»، ولكن هل بالفعل أحب وأسعد بالأعياد والمناسبات؟! لا، بل على العكس.
يوم المرأة، يوم المعلم، يوم الشعراء، يوم الحب، يوم الاستقلال، يوم التحرير، يوم الأم، يوم الميلاد، وهكذا يمر العام بين يوم حزين ننصب له سرادق العزاء بسنوية، ويوم سعيد نرتب له الاحتفالات بسنوية.. ما بالنا والسنويات هذه؟!
من أين جلبنا عبء استدعاء الحدث بالتكرار، سعيدا كان أو حزينا فهو ماض لا أدري ما سبب اجترارنا له، هل نحتاج فعلا لإحياء الذكريات بالاحتفالات، وهل للسنويات إيجابية؟ لا أدري.
بينما أنا لا أحب المناسبات وأشعر بأن السلوك المرافق لها لا يليق لا بحزن ولا بفرح، إنما عادات ومجاملات وتكلف بعيد عن كل معاني الاحتفاء أو الحزن، بل يتعدى الأمر إلى النتائج السلبية والضرر.
يوم الأم مثلا، كم من تؤلمه هذه الذكرى لوفاة أمه؟ أو لأنه من الأيتام، أو مجهول الوالدين، أو لأن أمه مطلقة ويعيش مع أبيه، أو يشعر بالذنب لأن أمه تعاني من سوء معاملة الأب وتعيش معه لأجل عيالها، أو.. أو.. لا تحصى الأمثلة لو أردنا رصدها.
لم أتساءل قط أو ألاحظ أنني أتوتر قبل وفي المناسبات، وعندما فعلت وجدت أكثر من إجابة: التحرير يذكرني بمأساة وتفاصيل الغزو، الحب يذكرني بالنقص الذي يعتري كل امرأة بلا شريك بسبب نظرة المجتمع، الميلاد يذكرني بذنوب حوسبت عليها ولم اقترفها، «الأم» يذكرني بفقدان عظيم بين كوني ابنة وأم لأبناء، يوم المرأة يذكرني بالعنف ضدها والسقف الزجاجي الذي يمنع اعتلاءها مناصب قيادية، والقوانين المجحفة، يوم المعلم يذكرني بأن الذي كاد أن يكون رسولا صار يضرب عن العمل ليطالب بكادر مادي ونسي طلابه ينتظرونه في الفصل، وأن التي كنا نقف لها تبجيلا بتنا «نلطعها» على طاولة الطعام وهي تنتظر بإذلال لتعطي الدرس الخصوص.. أأكمل أم كفى؟ بعد مواجهة الأسباب عذرتني لموقفي من السنويات، لقد تفهمت انعزالي عن العالم المحتفل بها.
كم أحزن يوم التحرير باحتفالاته الكارثية! فليس من حق من ولد ولم يعِ كارثة الغزو، أن يرقص ويغني على أنغام عراقية في ذكرى يوم التحرير ويتوقع أن أقبل احتفاله تحت بند حب الوطن!
وطن احتله العراق وهتكه بمن فيه وعاث بأهله وأرضه وأحرق نفطه واغتصب فتياته وقتل وأسر أبناءه، تأتي أنت أيها التافه «وتهز وسطك» في شارع الخليج لتلفت نظر تافهة مثلك باسم «عيد التحرير»، ماذا عرفت عن الاحتلال وعايشت لتقدر معنى التحرير؟!
لم أجد الكثير وأنا أبحث في «غوغل» عن خلفيات فكرة «الذكرى السنوية» للحدث، ولا أحتاج الى أن أغوص في حقيقة أن الفطرة البشرية تميل لاستدعاء الذكريات الجميلة لتجدد السعادة، بينما لم أكتشف بعد قصة الاحتفال بالذكريات الحزينة!
من لديه ما يدلي به فمرحبا بكل دلو مليء بمعلومات تفيد القارئ، وأرجو استبعاد الاحتفالات الحزينة الدينية لأنها مستثناه من موضوعنا ولتعلقها بمعتقد، وهذا أمر آخر عما أطرحه هنا.
فهل منكم من هو مثلي فيما أفكر وأشعر به ضد السنويات؟!
تعليقات