علي الحويل يقترح إنشاء أكاديمية لصناعة الساسة
زاوية الكتابكتب مارس 10, 2017, 11:52 م 423 مشاهدات 0
الأنباء
الزاوية-صناعة الساسة
د. علي الحويل
في الأنظمة الحزبية تشكل الحكومة من حزب الأغلبية الفائز في الانتخابات العامة بناء على ترشيحات الحزب الذي يصبح مسؤولا اعتباريا وسياسيا عن خياراته وأداء الحكومة وقيادي الدولة، ويعين باقي الفائزين من مرشحي الحزب ممن لم يشاركوا في الحكومة أعضاء في البرلمان، أما في الديموقراطيات الناشئة والخاصة مثل الديموقراطية الكويتية فإن اختيار الوزراء منوط برئيس مجلس الوزراء الذي يعينه صاحب السمو.
ويتم تعيين الوزراء وفق آلية حددها الدستور، وبغض النظر عن معيار الكفاءة كثيرا ما يكون من تم اختياره للوزارة لا سابقة لديه في العمل السياسي ولا حتى في مواجهة الجماهير والجماعات والحوار معهم، ما يجعله مرتبكا عند أدائه القسم وفي الجلسات الأولى لمجلسي الأمة والوزراء.
يظل الوزير الجديد على هذه الحال حتى يجتاز أول مواجهة تدفعه الظروف إليها، فإن كان من المهيئين للتعلم السريع فإنه يكتسب بعدها بعض مهارات زملائه ويستجمع شجاعته ويكون لنفسه نمطا خاصا به في الحديث ومواجهة الإعلام والنواب وإلا ظل محل استغلال واستصغار خصومه السياسيين، وتعود أسباب تكرار هذه الحالة إلى عدم وجود استراتيجية لاختيار الوزراء، فكثيرا ما يكون الاختيار على أساس المحاصصة السياسية لإرضاء فئات المجتمع الأكثر تأثيرا، ويعززها عدم وجود برامج للتدريب والإعداد السياسي والإداري والنفسي للمسؤولين الجدد تتولاه أكاديمية لصناعة القادة تحل محل الأحزاب في إعداد نخب فكرية مهيأة لممارسة العمل السياسي بأنواعه ويلتحق بها أبناء أسرة الحكم المرشحين لأدوار قيادية ومجموعة مختارة من النابهين من الكويتيين من مختلف فئات وطبقات المجتمع ليكونوا مركز اختيار قياديي الدولة مستقبلا، وتضطلع الأكاديمية بعقد دورات تأهيل وتدريب قبل وأثناء الخدمة للوزراء ومن في حكمهم على أحدث علوم إدارة الدولة وإدارة الأزمات والعلاقات الدولية والمحلية وتثقيفهم بالدستور والعمل البرلماني وتنمية مهارات الخطابة والإقناع والقدرة على استنباط مكامن قوة وضعف الخصوم، ويمكن أن يضم للمستفيدين من خدمات الأكاديمية النواب المتعاطفين مع الحكومة لتقوية قدراتهم على دعمها وتأييدها في البرلمان والنواب الأعضاء في حكومة الظل عند تشكيلها.
تفرض الانتخابات النيابية على المرشح أن يتمتع بقدرات ومهارات شخصية كثيرا ما تكون سببا في فوزه، أهمها مهارات الخطابة والإقناع ودرجة من الثقافة العامة واطلاع وفير على الأوضاع المحلية وإحاطة عامة بالسياسة الدولية وسياسة بلاده الخارجية، ويلاحظ ان الوزراء اكثر معرفة من النواب في السياسة الخارجية، فالعمل الوزاري يلزمهم بذلك، وفي المقابل قد يكون لدى النواب إلمام أكبر وأشمل بالشأن المحلي، ومن ضرورات تثقيف النواب بعلوم السياسة الدولية ضمان موقف حكومي - شعبي موحد تجاه الالتزامات الخارجية والعلاقة بالعالم، فاستقرار الكويت يرجع في كثير منه إلى نأيها بنفسها عن الاصطفاف إلى طرف من أطراف الصراعات حولها، وهذا يتطلب تفاهمات حكومية نيابية.
إن إعداد مثل هذه الأكاديمية ليس بالأمر الصعب، وقد سبق ان كتبت مذكرة بإنشائها بناء على تكليف من احد الوزراء- بعد عرضي الفكرة عليه- عام 1990 إلا أن الاحتلال أطاح بالمشروع ولم يعاد النظر فيه، والمرجو هو إحياؤه من جديد لنصنع ساسة اقدر على بناء مستقبل افضل.
تعليقات