لدينا نحن العرب مفاهيم مغلوطة ونمطية عن العلاقات الزوجية في الغرب.. كما يرى عدنان فرزات

زاوية الكتاب

كتب 447 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

هل تزوِّجين زوجك؟

عدنان فرزات

 

قصة مؤثرة جداً تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن كاتبة أميركية تدعى آمي كروز مصابة بمرض السرطان، قررت أن تبحث عن شريكة لزوجها تحسباً لرحيلها في أي لحظة.

آمي التي كتبت مقالة بعنوان «ربما تريدين الزواج من زوجي»، أرادت أن تطمئن على زوجها بهذه الطريقة، قد يعتبرها الرجال قمة في التضحية، بينما تعتبرها النساء هذياناً بسبب تأثيرات العلاج، لأنهن لن يصدقن زوجة تقوم بهذا العمل العاطفي بكل جبروت. بالمقابل، من المفترض بالزوج ألا يجدها فرصة فيقبل بهذا العرض. حقيقة تعاطفت كثيراً مع الكاتبة الأميركية آمي، وحبذا لو أن زوجها لا ينتهز هذه الفرصة، بحجة أنه يقوم بها تحت رغبة زوجته، وليس لأنه نفسه «خضرا»، كما أن الأمنية تنطبق على النساء اللواتي قرأن عرض آمي، فعليهن أن يحترمن شجاعتها الإنسانية ولا يكسرنها.

هناك حالات لا إنسانية فعلاً، يقدم فيها الزوج على الزواج من امرأة أخرى حين تصاب زوجته بمرض خطير.

من شدة إنسانية الكاتبة آمي، فقد عددت أجمل صفات زوجها الذي مضى على ارتباطها به نحو ثلاثين عاماً. وهنا أستدعي طرفة لزوجة عربية أصيبت بفشل كلوي، ولكنها كلما زارتها امرأة قالت لها الزوجة بأنها مصابة بمرض الإيدز، وعندما سألتها ابنتها عن سبب هذه الكذبة قالت لها: «كي لا تجرؤ امرأة على الزواج من أبيك من بعدي».

وذكاء المرأة لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يروى أن امرأة علمت سراً بزواج زوجها لكنها كتمت الأمر، وعاشت معه دون أن يدري أنها تدري، وبعد وفاته، جاء أهل الزوج ليخبروها بالحقيقة التي اعتبروها مرة، لكنهم فوجئوا بأنها على اطلاع بالأمر، فسألوها عن سبب كتمانها ـ فأخبرتهم بأنها لو أعلمت الزوج فسوف يضطر لتقسيم الليالي بينها وبين ضرتها، وكذلك بالنسبة للمصروف، أما وقد ادعت بعدم معرفتها، فسوف يغدق عليها بالهدايا كي يضللها، كما سيذهب إلى ضرتها خلسة مانحاً إياها «الوقت المستقطع»، وسيبقى يداري زوجته طول العمر، وبذلك يكون هو المخدوع لا هي.

لدينا نحن العرب مفاهيم مغلوطة ونمطية عن العلاقات الزوجية في الغرب، فليس صحيحاً كل ما يقال عن التفكك الأسري، فأجمل الصور التي التقطتُها خلال رحلاتي إلى الغرب، كانت لزوجين في سنوات متقدمة من أعمارهما أحدهما يعكّز الآخر للوصول إلى طاولة في المقهى، في الوقت الذي يمضي الأزواج العرب آخر خمس سنوات من حياتهم في شجار حول أماكن تعليق أواني المطبخ.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك