حول استخدام روسيا واميركا لحق ' الفيتو'ضد الدول العربية.. يتحدث عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب مارس 8, 2017, 12:06 ص 512 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- سياسة «الفيتو» المزدوج
عبد المحسن جمال
في حركة العالم السياسية، يمثل مجلس الأمن قطب الرحى في إدارته وإصدار القرارات الملزمة لكل الدول. وبنفس الوقت فإنه يحق لأي من الدول الخمس الكبرى استخدام حق النقض (الفيتو) لإيقاف وتعطيل أي قرار لا ينسجم مع مصالحها القومية.
ولقد دأبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا استخدام هذا الحق مجتمعة أو منفردة.
وفي السنوات الأخيرة قامت روسيا والصين باستخدام هذا الحق لأكثر من مرة مجتمعتين ضد أي قرار يصدر ضد الحكومة السورية، في تصرف سياسي جديد لهاتين الدولتين وانسجام غير مسبوق بينهما في الدفاع عن حكومة بلد عربي يواجه هجوما مسلحا شرسا مدعوما من حكومات الغرب.
والسؤال هو: لماذا تقوم هاتان الدولتان بذلك مع وجود علاقات سياسية وتجارية مع كل الدول العربية، بما فيها تلك المناوئة للحكومة السورية والساعية لإسقاطها بكل الطرق؟
يرى بعض المراقبين أن الدولتين تعملان على التصدي للنفوذ الأميركي في فضائهما الجيوسياسي.
فروسيا تتصدى لأميركا في العديد من المناطق الأوروبية والقطب الشمالي، والصين تتصدى لها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لذلك فإنهما تنسجمان في سياستهما للتصدي للنفوذ الأميركي في بلاد الشام، إذا ما حاولت أميركا أسقاط نظام أصبح اليوم حليفا قويا للروس والصين.
لذلك يمكننا أن نفهم تعاون روسيا والصين مع إيران بسبب تصدي الأخيرة للنفوذ الأميركي في الخليج العربي.
ذلك التناغم بين هذه الدول الثلاث وسوريا، أولد نوعا من الأرضية المشتركة في التصدي للتوسع الأميركي في بلاد الشام، من خلال إسقاط نظام صديق للدول الثلاث، وخلق نوع من القوة شجع الروس والصين على تقوية هذه الجبهة باستخدام نفوذهما في مجلس الأمن، واستخدام حق «الفيتو» لأي قرار غربي يسعى إلى إضعاف النظام السوري.
ومن الواضح اليوم أن الدول العربية لا بد أن تتحد من جديد لممارسة سياسة جديدة تعتمد على إعادة اللحمة للقرار العربي، الذي بات مشتتا بين هاتين القوتين اللتين تعملان على تقوية مصالحهما، ولو كان ذلك على حساب العرب.
فهل سندرك ذلك أم سيستمر الآخرون باستغلال التمزق العربي لإيجاد موقع قدم في الأرض العربية متذرعين بسبب هنا وسبب هناك؟!
تعليقات