الأصوات الشاذة التي تغني على ضياع خور عبدالله تعمل لأجندات باتت مكشوفة بالمنطقة للجميع ..بوجهة نظر جاسم كمال

زاوية الكتاب

كتب 734 مشاهدات 0

جاسم كمال

النهار

خُذ وخل- خـور عبـدالله كويتـي

جاسم كمال

 

خور عبدالله هو أحد أهم الممرات البحرية الكويتية على مدى التاريخ وعرف بهذا الاسم نسبة لحاكم الكويت الثاني الشيخ عبدالله بن صباح الأول - طيب الله ثراه - الذي حكم من 1762 حتى 1814 وعرف هذا الخور باسم (خور عبدالله) وكان أول ظهور لهذا الخور على الخريطة التي نشرت أول مرة عام 1765 على يد الرحالة الدنماركي نيبور بكتابه «شبة جزيرة العرب»، ولما للممرات المائية من أهمية كبيرة كان الخلاف شبه مستمر بين الكويت التي وجدت ككيان منذ بداية حكم صباح الأول لها بعام 1752 وحتى عام 1762 واستمرت أسرة الخير بحكم الكويت، فيما كان العراق بذلك الزمن تحت حكم الدولة العثمانية حتى عام 1920، وكما يعرف الجميع أن رفع العلم العثماني بالكويت لم يكن من باب التبعية لها بل من باب أنها دولة عظمى مسلمة فقط وجاء الرد الحازم على المتقولين أن الكويت تابعة للدولة العثمانية من قبل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مبارك الصباح رحمه الله الذي حكم الكويت من 1896 وحتى 1915 عندما وقع على معاهدة الصداقة الإنجلو كويتية في 23 يناير 1899 وكانت هذه المعاهدة هي بمثابة الرد الصاعق على الاطماع العثمانية بذلك الوقت.

ولا يخفى على أحد أن العلاقات الكويتية - العراقية كانت بين مد وجزر بحيث لا صفاء دائما ولا عواصف مستمرة وكان خلاص العراق من الدولة العثمانية بعام 1921 وانتخاب الأمير فيصل بن الحسين ملكا للعراق واستقلت من بريطانيا في عام 1932، ومن هنا بدأ الفصل الثاني من العلاقات الكويتية - العراقية وبدأت من الشاعر العراقي عبود الكرخي من خلال أشعاره التي تهاجم الكويت وتبين أطماع الملكية العراقية بالكويت ومرورا بإذاعة قصر الزهور وحتى زوال الملكية من العراق بعام 1958 بانقلاب عسكري قاده عبدالكريم قاسم وبالفعل عم الهدوء بالعلاقات بين البلدين حتى هدأ الوضع بالعراق وتمكن قاسم من زمام الأمور بالعراق حتى كشر عن أنيابه معلنا أطماعه بالكويت وكأن مرض الكويت هو جزء من العراق قد أصابه وبعد أسبوع واحد من إعلان الكويت استقلالها في 1961/6/19 طالب بضم الكويت للعراق وحشد الجيش العراقي على الحدود الكويتية - العراقية مما دعا الحكومة الكويتية آن ذاك بطلب المساعدة من القوات البريطانية والعربية واستمر حال لا حرب ولا سلم حتى زوال عبدالكريم قاسم نتيجة انقلاب عسكري حدث في 1963/2/8 وانسحبت القوات العربية والبريطانية نهائيا في 1963/2/20 واستمرت العلاقات بين البلدين وفق ما يدور داخل العراق فترات هدوء طويلة يعقبها حادث يعكر صفو هذه العلاقة حتى وصل الحال بنا لأحداث الصامتة في 1973/3/20 حيث هاجمت القوات العراقية مركز الصامتة الكويتي الحدودي، وبعد فترة من الزمن عادت العلاقات لطبيعتها وزادت العلاقات الكويتية - العراقية قوة أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في سبتمبر من عام 1980 وانتهت في شهر أغسطس من عام 1988 وكانت الكويت هي الشقيقة التي وقفت بجانب العراق أثناء حربه مع إيران ولهم الفضل بصمود البوابة الشرقية وإلى آخر هذا الكلام، وبسبب الوضع الداخلي العراقي المتردي وهلاك الخزينة العراقية وتراكم الديون الدولية بعد حربهم مع إيران كان لابد من تصدير هذه المشاكل للخارج فعاد العراق للملف الكاذب الذي يقول ان الكويت هو جزء من العراق وبحجة سرقة النفط العراقي كان الغزو العراقي في الثاني من أغسطس من عام 1990 ولم تستقر الأمور الكويتية العراقية إلا بعد سقوط وزوال رأس وأذناب النظام البعثي العفن في شهر أبريل من عام 2003، وعادت العلاقات لطبيعتها وهدوئها لما يخدم مصلحة البلدين وصحيح أنه لا يزال هناك أصوات شاذة تردد أن الكويت جزء من العراق ولكن هذه الأصوات لا تمثل الشارع العراقي وتوجهاته لكونها أصوات وأبواق لقلة تبحث عن التكسب على ظهر هذه العلاقات الكويتية - العراقية وكلنا ثقة بأن القيادتين في البلدين على تفهم تام لما يدور بالداخل العراقي حاليا وأن إثارة القضايا التي يدخل بها اسم الكويت هو فقط للتكسب الرخيص من قبل البعض الذي لا يفكر بمصلحة العراق والعراقيين.

وأما بالنسبة لخور عبدالله فالأمور منتهية والخوض فيها مضيعة للوقت لكون خور عبدالله كويتي بحت مثلما خور الزبير عراقي بحت وخلونا نعيش بسلام كجيران نحترم بعضنا في ظل التفهم الكبير السائد بين القيادتين في البلدين، وأن الأصوات الشاذة التي تغني وترقص على ضياع خور عبدالله هي تعمل لأجندات باتت مكشوفة بالمنطقة للجميع وأخذها لخور عبدالله قضية هذا دليل تام على الإفلاس السياسي والهدف هو ضرب العلاقات الكويتية - العراقية حتى تعود للتوتر الذي كان، والكلمة لهؤلاء الأبواق المأجورة اعلموا أن قافلة العلاقات الكويتية - العراقية الطيبة ماضيه نحو الأفضل وراح أكرمكم هذه المرة وأقول مرتزقة خور عبدالله ينبحون، والحين ما في حجي إلا ربي يحرس الكويت وأميرها وشعبها من نباح كل نابح وحقد كل حاقد ويديم علينا وعلى جيراننا العلاقات الطيبة الحسنة، ولا يصح إلا الصحيح.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك