كثيراً من المحتفلين بمناسبات بلدانهم ليس لحب بلادهم معنى في واقعهم سوى تحقيق المصالح الشخصية الآنية.. برأي محمد العوضي
زاوية الكتابكتب فبراير 28, 2017, 11:52 م 500 مشاهدات 0
الراي
خواطر قلم- احتفالات الأعياد... والمواطن الفاسد!!
محمد العوضي
حب الوطن والإخلاص له، قيمة عظيمة يحث عليها الجميع وشعارٌ يرفعه قادة البلدان وشعوبها وهو السمة العامة في التعبير عن المواطن الصالح الذي تنهض به المجتمعات وترتقي.
ولكل بلد أيام لا تنسى يخلدها بإحياء مناسباتها بالاحتفالات واستذكار المآثر والبطولات والمناسبات السعيدة المرتبطة به.
بيد أن الواقع يحكي والمشاهدة تؤكد أن كثيراً من المحتفلين بمناسبات بلدانهم ليس لحب بلادهم معنى في واقعهم سوى تحقيق المصالح الشخصية الآنية وإن كانت على حساب الحقوق والقانون ومستقبل أمن البلد ومصالح مواطنيه وأجياله.
لذا أقول دائما إن التصور الثابت والأبدي لحب الوطن في المناسبات وغيرها إنما يتلخص فيمن يتقن عمله و«يحلل» معاشه، في الوقت الذي يرى فيه من حوله يرتشون أو ينهبون أو يعتدون على الحقوق ويتلاعبون بالقوانين فيجيرونها لصالحهم من دون أن يرفّ لهم جفن أو يشعروا بوخز ضمير إن هم أجرموا بحق أوطانهم.
إن الإنسان الثابت على مبادئه الصامد في وجه مغريات الحرام والواقف بقامة مرفوعة ضد طوفان المرتزقة من مواطنيه هو المواطن الصالح.
وكل من أهدر هذه القيم والواجبات فيجب أن نقول له تصريحاً لا تلميحاً، صحيح أنك تمتلك هوية المواطنة ولكنك فاسد وإن طرزت بيتك بعلم البلاد وملأت الدنيا ضجيجاً بالاحتفالات، ولعل ذلك الوافد الذي يعيش بين ظهرانينا محترماً القوانين فلا يغش ولا يسرق ولا ينهب ولا يرتشي ولا يتعمد الإساءة إلى أحد، لعله يتمتع بحس المواطنة بإخلاصه وحبه لبلادنا وتقديم منفعتها ومنفعة أهلها أكثر من بعض الانتهازيين من تجار الإقامات وسماسرة الأخلاق ومروجي المخدرات وناشري الرذيلة أو أولئك الذين باعوا ضمائرهم للشيطان فتحولوا إلى أبواق ناعقة للتغريب وتحطيم قيم المجتمع وأخلاقه ويسعون لهدم ما جبلنا عليه من ارتباط بديننا وقيمنا ومحيطنا العربي المسلم المحافظ.
علينا أن نُعلم أبناءنا وهم أصدق من يظهر حب وطنه بكل براءة ونفرح لمنظرهم في المناسبات الوطنية المفهوم الحق في حب الوطن واحترام من يتمثل قيم هذا المفهوم سواء أكانوا مواطنين أو وافدين لنعزز لديهم روح الوطنية الحقة التي تسهم في حفظ أوطاننا من آفات التغريب والنهب والانحلال.
تعليقات