هل أعددنا دراساتنا واتخذنا مواقف لما بعد داعش؟.. يتسائل عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 471 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف- ما بعد داعش..!

عبد المحسن جمال

 

في إحدى السنوات السالفة حين كان رئيس مجلس الأمة الأخ الكبير محمد العدساني، وكنا نتناقش حول الحرب العراقية – الإيرانية، وذلك في الثمانينات من القرن الماضي في مكتبه بمجلس الأمة القديم.. وتطور النقاش حول ما بعد نهاية الحرب.. فقال كلمة ما زالت ترن في أذني حتى الآن وهي أن ما بعد الحرب سيكون أصعب من أيام الحرب وما قبلها.. وشرح بإسهاب الصعوبات التي ستواجه العراق بعد إيقاف الحرب، والابتزاز الذي سيقوم به صدام حسين لدول الخليج العربية والادعاء بأنه حماها من الخطر الإيراني وسيطالب بتعويضات ومساعدات كبيرة.

ولقد حدث كل ذلك بعد انتهاء الحرب وأكثر، حين تمادى الطاغية صدام باحتلال الكويت وحاول التوسع أكثر في الدول الخليجية الأخرى وتناسى أنها مدت يد العون له.

كل ذلك تذكرته وأنا أستمع إلى تحليلات السياسيين والإستراتيجيين الأمنيين عما سيحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا بعد انتهاء القتال هناك!

فانتهاء الصراع فيها لا يعني انتهاء «المشاكل العربية – العربية»، بل إنها ستكون من نوع آخر، حيث ستتغير بعض الاصطفافات السياسية، وستطالب الجهات المختلفة بضرورة دفع التكاليف والتعويضات لما خربته الحروب، وأحدثته من خسائر كثيرة في أكثر من بلد.

وسيكون الاختلاف حول الجهات والدول المطالبة دولياً بدفع هذه المبالغ الضخمة.

فالأمم المتحدة ستصدر قراراتها بهذا الشأن، وستدعو حكومات العالم بالدفع، وسيكون في مقدمتها الدول العربية، وبالأخص الخليجية!

وهنا ستزداد الضغوطات المطالبة بالمساهمة في هذه التعويضات، ولن يكون من السهل التملص منها، خاصة مع الإدراة الأميركية ذات التوجه الدافع لأن تتحمل الدول الأخرى نتائج ايجاد سياسة جديدة في البلاد المتصارعة، وفي مقدمتها البلاد العربية.

فهل أعددنا دراساتنا واتخذنا مواقف لهذا الأمر؟

هذا سؤال لا بد من طرحه للقادم من الأيام والقادم من الأحداث.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك