مشكلتنا في غرس قيم الولاء في المواطنين ليست في تدريس مواد دراسية وإنما غرس تلك القيم في الواقع.. كما يرى وائل الحساوي

الراي

نسمات- احتفالاتنا كشفت مدى وطنيتنا!!

د. وائل الحساوي

 

نحن شعب غريب صاحب عاطفة فياضة، لكن تصرفاتنا في المناسبات السعيدة من أغرب التصرفات، فنحن اليوم نحتفل بمناسبتي التحرير والاستقلال اللتين هما بلا شك من أعظم المناسبات، لكننا نقوم بأعمال تتصادم تماماً مع الوطنية التي نرفع شعاراتها ونتغنى بها!!

فالغالبية من الكويتيين إلا من رحم الله يتعمدون الغياب عن المدارس وعن الوظائف يوماً أو يومين قبل عطلة الاحتفال ويوماً أو يومين بعد انتهاء العطل، ولو سألتهم عن السر في تغيبهم لقالوا لك بأننا نحتفل بتلك المناسبات!!

أما مظاهر الفوضى في شوارعنا وحدائقنا في تلك المناسبات، فحدث ولا حرج، فالقمامة الملقاة في كل مكان والفوضى المرورية والاستهتار لا شك أنها دلالة واضحة على أن من يفعلها لا يحب بلده، ولا يضع له أي اعتبار.

فإذا كان رجال الداخلية قد ضبطوا 12 ألف مخالفة للمرور خلال فترة الاحتفالات، و15 ألف رشاش ماء، وهو ما حذرت منه الحكومة، فإن ذلك يدل على أن شعبنا يعشق الفوضى ويكره النظام، وعلى أن المشكلة ليست من الأطفال ولكن من الكبار الذين يشجعون أبناءهم على تلك الفوضى!!

قبل نحو 15 عاماً أدخلت هيئة التعليم التطبيقي تدريس مادة قيم العمل والولاء في مناهجها حيث كانت مادة إجبارية على جميع الطلبة لا ينجحون إلا باجتيازها، وتغطي المادة الكثير من قيم الولاء المطلوبة من كل مواطن وتعطي صورة مشرقة لما يجب أن يكون عليه المواطن في حياته من ولاء لوطنه وأخلاق عالية!!

ولكن للأسف فإن هذه المادة قد طالها الإهمال وعدم الاهتمام من الإدارات التربوية والمدرسين وعدم توفر المتخصصين لتدريسها، وتحولت إلى مادة للنجاح فقط دون أن تنعكس على واقع الطلبة أو تغير من مفاهيمهم، لذلك فقد فشلت تلك المادة وتم إلغاؤها!!

إن مشكلتنا في غرس قيم الولاء في المواطنين ليست في تدريس مواد دراسية وإنما في غرس تلك القيم في كل مواطن ومقيم وممارستها في الواقع