حب الوطن يتضح جلياً باحترام قوانينه والعمل من أجله.. هكذا يرى مسفر النعيس

الراي

صوت القلم-  سأحتفل بعيدك يا وطن النهار

مسفر النعيس

كل يعبر بطريقته الخاصة ويحتفل ويفرح ويبرهن على مدى حبه لوطنه، وهذا حق مشروع لا ينازعه عليه أحد. فهناك من ثقُل كاهله من الديون وآخر مل الانتظار لبيت العمر. وهناك من يرى الفاسدين وفسادهم بعينه كل يوم. وكذلك هناك من يرى في بلده كيف تمنح الشاليهات والمزارع والجواخير للبعض ومن يتاجر في الإقامات ليربح ويغرق البلد في العمالة الوافدة الرخيصة التي لا تفيده. وهناك من ينتظر أشهرا موعداً طبياً له وآخر يدفع من أمواله وربما ثلث راتبه من أجل المدرسين الخصوصيين، وهذا يؤكد على مدى ضعف التعليم وفساد الصحة وغيرها. كل هؤلاء المهمومين مازالوا يحتفلون، وسيحتفلون حتى لو بقوا على حافة الفقر وحتى لو زادت سطوة الفساد، هل تعلمون لماذا؟ لأنهم بكل بساطة يدركون أن الفساد ومن يرعاه زائل وسينتهي يوماً ما، أما الوطن فهو باقٍ ومستمر، فهم يحبون الوطن ويكرهون الفاسدين فيه.

نحن جميعاً نحتفل بوطن أنهكه الفاسدون، ولكنهم لن يقدرون على قتله... ربما يتمارض قليلاً ولكن سرعان ما يتعافى ويصبح أكثر قوة من ذي قبل. وطن عزيز وغال علينا جميعاً. وطن رعانا من الصغر وما زال. وطن لا يدرك الجيل الحالي غلاته ومعزته في قلوبنا نحن الجيل الذي سبقهم، فقد عايشنا وشاهدنا وتألمنا عندما أصبح اسيراً عند اجتياحه من قبل القوات العراقية، فمن خراب ودمار وتشريد الى فوضى مرورية وتغيير ملامح الدولة التي بدأت غريبة على ابنائها.

اليوم أصبح جيلنا ومن سبقنا يحتفل بصمت وبتعقل وحُب ويعمل بجد واجتهاد من أجل الوطن، ويحتفل بعض شباب هذا الوقت بأعياد الكويت بطرق عجيبة وغريبة لا نعرفها. فتجد هناك من يُزين سيارته بالأعلام الوطنية وصور رموز الوطن، ولكنه بكل أسف يخالف القانون بكل أريحية، فتجده يسير عكس الاتجاه ويتجاوز الإشارة المرورية ويرمي بالقمامة وأعقاب السجائر من النافذة ويستغل مواقف المعاقين ويغلق الشارع على مرتاديه، بعد كل ذلك يدعي حب الوطن، وهو يخالف قوانينه ونعتقد بأن لا فرق بينه وبين الفاسد الذي أضر البلد بفساده.

إن حب الوطن يتضح جلياً باحترام قوانينه والعمل من أجله. فلا مانع من الاحتفال ولكن بتعقل ومن دون إيذاء الناس، فحريتك تقف عند تجاوزك على الآخرين وتصبح بعد ذلك وقاحة لا تمت للحرية والديموقراطية التي يتمتع بها البلد.

أتمنى أن نعبر عن حبنا لوطننا من دون إيذاء الآخرين وأن نحترم جميع مرتادي الطريق وأن تنتهي هذه الظاهرة السلبية التي انتشرت في الاحتفالات برش الماء والرقص في الشوارع وإغلاق الطرق ومضايقة العوائل وعدم احترام قواعد المرور، فما هذه التصرفات غير المسؤولة سوى دليل على عدم حب واحترام للبلد حتى لو تظاهر بغير ذلك... وكل عام وأنت بخير يا وطن النهار.

***

لمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير، أبعث أصدق آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، ولرئيس مجلس الامة السيد مرزوق علي الغانم، ولأعضاء مجلس الأمة الأفاضل، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والسادة الوزراء الأفاضل، والشعب الكويتي الكريم وللمقيمين الشرفاء على هذه الأرض الطيبة، اللهم أدم على بلادنا الأفراح واحفظها من كل شر يا رب العالمين.